يحيي عمال العالم اليوم الأحد مناسبة عيد العمال التي احتفل بها للمرة الأولى في شيكاغو بالولايات المتحدة في 1886، بعد إضراب دعت له نقابات أمريكية. لكن دولا عديدة تحظر تنظيم أي فعاليات بالمناسبة منها تركيا وإندونيسيا وباكستان، فيما لا تحتفل دول أخرى تماما بالمناسبة، منها هولندا وإسرائيل وبعض دول شبه الجزيرة العربية.
وقد نظم الحزب الاشتراكي الديمقراطي “SPÖ” في النمسا اليوم الأحد الموافق الأول من مايو مسيرة ، غلب عليها الطابع الإحتفالي بمناسبة يوم عيد العمال العالمي ، والتي انطلقت من أمام مقر حاكم بلدية فيينا “راتهاوس”، وشارك فيها الألأف، وذلك في إطار احتفالات النمسا بعيد العمال تحت شعار (متحدون معا من أجل النمسا).
وانطلقت المسيرة من أمام دار الأوبرا وصولا إلى مقرّ بلدية فيينا، بمشاركة كل من رئيس الحزب الدكتورة باميلا فاجنر، ورئيسة البرلمان ، إضافة إلى عمدة فيينا، ميخائيل لودفيج، وحشد من الوزراء والنواب
وأعربت باميلا راندي فاجنر رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي في النمسا – في كلمتها اليوم الأحد – عن سعادتها بانتهاء قيود كورونا التي استمرت لمدة عامين
وقالت فاجنر إن السنوات الماضية كانت صعبة على البلاد ونحتاج في الفترة المقبلة إلى تصحيح الأخطاء وحشد الطاقات لتسريع وتيرة التنمية والإصلاح.
وكانت جميع ميادين النمسا قد شهدت اليوم تجمعات كبيرة وعروض موسيقية لإحياء ذكرى عيد العمال والتأكيد على حق العمل والتعليم والرعاية الصحية.
وقال عمدة فيينا في كلمته السيد ميخائيل لودفيج بعد سنتين من الأنقطاع وألغاء الأحتفالات بسبب جائحة كورنا نحن اليوم نمشى جنباّ مع بعض بدون أي أجراءات أحترازية لفيروس كورونا ، وان جائحة كورونا جعلننا نبنى ونحافظ على نظام صحي قوي وجيد مؤكداّ على أنه يجب أن يحصل كل مواطن على أرض النمسا إلى أفضل رعاية صحية ، ونحن بصدد خطط استثمارية كبيرة داخل العاصمة فيينا لتوسيع وتقوية نظام الرعاية الصحية
كا أعلن عمدة فيينا ميخائيل لودفيج على أن هناك خططاً لتطوير الحضانات “رياض الأطفال” لأنها هي تعتبر الخطوة الأولى في تحديث نظام التعليم ، و تسهيل حصول الشباب على فرص تدريب مهني لدى الشركات العاملة في النمسا
واشار لودفيج الى بناء وحدات الإسكان الاجتماعي التابعة لبلدية فيينا ، وقال أن ثلثي السكن الجديد سيكون إسكاناً اجتماعياً مع التوسع فى وسائل المواصلات الصديقة للبيئة
كما دعت النقابات العمالية بقيادة حزب الـ “SPÖ” في فيينا إلى تنظيم احتجاجات واسعة بمناسبة عيد العمال اليوم تعبيراً عن رفضهم للتضخم الكبير وموجة الغلاء وللمطالبة بزيادة الأجور.
وقالت رئيس نقابة العمال إنها ستشارك في الاحتجاجات لمطالبة الحكومة بحل مشكلة ضعف القوة الشرائية عن طريق زيادة الأجور.
وتمثل احتجاجات عيد العمال المرتقبة اليوم أول اختبار للحكومة ، كما تأتي تلك الاحتجاجات في خضم ارتفاع معدلات التضخم في النمسا ما أدى إلى تدهور القدرة الشرائية في وقت تستمر الحكومة في فرض زيادات على أسعار الكهرباء والغاز.
تحتفل العديد من دول العالم اليوم الأحد بمناسبة عيد العمال ككل سنة، وهي المناسبة التي احتفل بها لأول مرة في 1886 بشيكاغو الأمريكيةفي ما يلي جولة حول مختلف الاحتفالات بالمناسبة في العالم.
ففي 1886، دعت النقابات الأمريكية إلى إضراب عن العمل في الأول من مايو، والذي كان يوم تجديد العقود، للمطالبة بثماني ساعات عمل يوميا. وقد استجاب للدعوة أكثر من300 ألف عامل غادروا مناصب عملهم في المصانع التي يعملون فيها عبر جميع أنحاء البلاد.
وفي الثالث من مايو، اندلعت أحداث في شيكاغو، إحدى مراكز حركة الاحتجاج، وقتل عدد من المضربين على أيدي قوات الأمن. وفي اليوم التالي، انفجرت قنبلة بين رجال شرطة في ختام تجمع فوضوي. وردت الشرطة بإطلاق النار على الحشد.وأدت أعمال العنف تلك إلى مقتل سبعة عناصر شرطة وعدد من المتظاهرين.
وحكم على ثمانية من مثيري الفوضى بينهم أربعة تم إعدامهم.ولاحقا، أعاد القضاء لهم حقوقهم في 1893.
وقرر المؤتمر التأسيسي للأممية الثانية لاحقا في 1889 تنظيم فعالية عالمية للاحتفال بالعمال بتاريخ محدد، بدءا من الأول من أيار/مايو 1890، وذلك للمطالبة بثماني ساعات عمل وإحياء ذكرى ضحايا شيكاغو.
ويعتبر الأول من مايو يوم عطلة رسمية في نحو107 دول حول العالم، ما يمثل 67 بالمئةعلى الأقل من سكان العالم.
ومن الدول النادرة التي لا تحتفل بالمناسبة، هولندا وإسرائيل وبعض الدول في الخليج العربي.
أما سيرلانكا وبريطانيا، فتحتفلان بهذا العيد في السابع من مايو، أي في أول اثنين من الشهر نفسه. وفي نيوزيلندا يحتفل بعيد العمل في رابع اثنين من شهر أكتوبر. وتخصص الولايات المتحدة وكندا أول اثنين من شهر سبتمبر لهذا العيد.
في اليابان وأفغانستان وإيران وبعض الولايات الهندية، يحتفل بالعيد في أول مايو لكن دون أن يحظى العمال بيوم عطلة بينما الاحتفال يتم بشكل منظم جدا في إيران.
وفي ليتوانيا، يوم العطلة موضوع نقاش وربما يعاد النظر فيه.
ويتم في غالبية الدول الاحتفال بعيد العمال من خلال تظاهرات تنظمها النقابات والأحزاب السياسية بالإضافة إلى تجمعات احتفالية. وفي فنلندا، يعتبر هذا العيد يوم احتفالات للطلاب ونزهات للعائلات، في أجواء كرنفال. أما في إيطاليا، فيقام حفل غنائي في روما كل سنة.
ولعل الرمز الأكثر تداولا في عيد العمال يبقى الرمز الشيوعي المتمثل في المنجل والمطرقة إضافة إلى اللون الأحمر. ونجد ذلك خاصة في بنغلادش وباكستان وعدد من دول البلقان ومقدونيا وهندوراس.
وفي بورما وليبيا وسوريا، لا يتم تنظيم أية تظاهرات.
وبالرغم من أن دولا مثل تركيا وإندونيسيا وباكستان تحتفل بهذا العيد وتخصص له يوم عطلة رسمية، إلا أن السلطات هناك تحظر تنظيم التظاهرات خلاله. لكن إسطنبول تشهد تنظيم فعالية في ساحة تقسيم الشهيرة، برغم كونها محظورة منذ عام 2013.
ا