صدمة شلت السوريون بشكل خاص خلال الساعات الماضية، والعالم أجمع، بعد انتشار مقطع فيديو يوثق جريمة مروعة ارتكبها ضابط من قوات النظام السوري، بحق معتقلين قيّدهم ورماهم بالرصاص بكل دم بارد، في حي “التضامن” جنوب العاصمة دمشق قبل سنوات.
فقد كشفت الجريمة التي يعود تاريخها لشهر أبريل/نيسان من عام 2013، للعلن أمس الأربعاء، بعد انتشار الفيديو الذي أظهر الضابط “أ.ي” ينفذ عمليات إعدام جماعية في ذاك الحي، مكوّماً الجثث فوق بعضها البعض، وفقاً لما لصحيفة “الغارديان” البريطانية.
قادهم إلى حفرة الإعدام وقتلهم
فقد قاد القاتل ضحاياه من المدنيين معصوبي الأعين، ومقيدي الأيدي، وساروا إلى حفرة الإعدام، غير مدركين أنهم على وشك أن يقتلوا بالرصاص.
وأضافت المعلومات التي كشفت حديثاً أن تلك الجريمة تنضوي تحت جرائم أحد أشهر أفرع المخابرات التابعة للنظام السوري، وهو الفرع 227 وهو “فرع المنطقة” الذي ينتمي إليه الضابط، ويندرج تحت لواء ما يعرف بـ”جهاز المخابرات العسكرية”
لتكون النتيجة مقتل ما لا يقل عن 41 رجلا مصرعهم في المقبرة الجماعية بحي التضامن الواقع في الضاحية الجنوبية للعاصمة السورية، أولا بالرصاص ثم بسكب الوقود على الجثث وإشعالها لإخفاء آثارها.
مجنّد آخر كشف المذبحة
أما طريقة أو سبب الكشف عن تلك المجزرة الرهيبة، فيعود إلى 3 سنوات مضت، حين تسلّم صدفة جندي في ميليشيات موالية للنظام، جهاز كمبيوتر محمول تابع لأحد الأجنحة الأمنية، وحين فتح الشاشة نقر على الفيديو دون أن يعلم ما بداخله، في خطوة خطرة لم يعلم حينها عواقبها إلا من كان خبيراً بأجهزة التعذيب في سوريا.
وبعدما شاهد الجريمة، أدرك ألا بد لها وأن تظهر للعلن، فقام بتسجيلها ثم نقلها بعد 3 سنوات أخرى إلى مكان آمن في أوروبا، حيث اجتمع باثنين من الأكاديميين أمضيا سنوات بمساعدته كونه المصدر الرئيسي في تحقيق استثنائي استطاع أن يحدد الرجل القاتل.
أشهر القتلة!
كما دفع الفيديو بالباحثين السوري أنصار شهود والبروفيسور أوغور أوميت أنجور، إلى إتمام عملهما والإيقاع بواحد من أكثر ضباط الأمن شهرة في سوريا عبر مراسلته على الإنترنت، وإغرائه لإفشاء أسرار أخرى، مسلطين الضوء على جرائم أخرى يُعتقد أن النظام السوري نفذّها خلال الفترة الماضية وفي ذروة أيام الحرب.
يذكر أن أول من سرّب الفيديو كان ناشطا معارضا في فرنسا، أعطاه للباحثين أنصار وأوغور، من مركز الهولوكوست والإبادة الجماعية بجامعة أمستردام.
وأشارت المصادر إلى أن المصدر الرئيسي كان يتخوّف من القبض عليه وربما قتله، أو نبذه من عائلته بسبب هذه المجازر.
يشار إلى أن ضاحية التضامن بدمشق والتي وقعت فيها الجريمة، كانت جبهة قتال في ذلك الوقت بين النظام السوري والمعارضة.
ويعتبر هذا الفيديو من أفظع ما شهده الصراع السوري، مضافاً إليه بطبيعة الحال جرائم الذبح والاحراق التي ارتكبها تنظيم داعش.
كما ينقل لمحة مختصرة عما عاناه السوريون خلال السنوات الماضية من تعذيب وقتل وقهر وتشريد!