ما الذي يجعل مباراة لكرة القدم تتحول إلى فتيل حرب يشتعل بالمدرجات وخارج المدرجات بشوارع مدينة النور فيينا ؟ هذه ليست المرة الأولى التي يطرح فيها التساؤل حول حرب الانتماءات، فالظاهرة تعود إلى الواجهة مع كل 90 دقيقة، تخرج عن نطاقها الرياضي، وتتحول شوارع المدينة بعد صافرة الحكم إلى شغب وتخريب، وتهديد للسلامة الجسدية للأشخاص.
حتى قبل صافرة النهاية يوم أمس الجمعة الموافق 23 من أبريل ، كانت بوادر التوتر بادية على مدرجات الغريمين، فالملاسنات، والتوعد، وترديد الشعارات المستفزة من كل جهة، صاحبت دقائق المباراة منذ بدايتها ، بين فريقى Wiener Austria و Blau-Weiß-Linz للحصول على الثلاث نقاط مساء يوم أمس الجمعة
فقد تمكن نادي لينز بالفوز على فريق فيننر أوستريا بنتيجة 4 مقابل صفر ، وجاء ترتيب أوستريا المركز الثالث في دوري كرة القدم، لكن النجاح الرياضي أصبح مسألة ثانوية في ضوء الخلافات بعد صافرة النهاية.
مع نهاية المباراة الكروية، تحول احتقان المدرجات إلى محيط المركب الرياضي، لتبدأ مواجهات عنيفة بين عدد من أنصار الفريقين، وثقت الكاميرات تفاصيل المعركة، وظهر عدد كبير من المصابين في صفوف الطرفين ، في اتجاه مترو الأنفاق، في Maria-Rekker-Gasse كان هناك العديد من المشاجرات الجماعية بين المشجعين، وعشرات من المشاغبين يضربون بعضهم البعض
وحسب بيان شرطة العاصمة فيينا فإن حرب “الحجارة” وأعمال الشغب خلفت إصابات جسدية في صفوف المشجعين، بعد تعرض مجموعة منهم لجروح وإصابات بدنية نقل بعضها إلى المستشفى
عندما وصلت الشرطة، انفصلت المجموعات المتشابكة عن بعضها، لمواصلة الضرب في الشوارع المجاورة مباشرة، وكان على الضباط تشكيل سلاسل فصل بشرية واستخدام القوة البدنية لفصل مثيري الشغب عن بعضهم البعض.
وأكد بيان الشرطة ، أن حوالي 40-50 شخصاً قد شارك في المشاجرات الجماعية، ويُعتقد أن هناك العديد من الجرحى، حيث تم علاج واحد فقط في سيارة الإسعاف ونقل إلى المستشفى، ومن المحتمل أن يكون الباقون قد هربوا من العناية الطبية.
كما أكد المكتب الإعلامي للشرطة، كان هناك اعتقال لمحاولة مقاومة سلطة الدولة، وأن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دوراً سلبيا في الرفع من حدة التوتر والحساسية بين المناصرين، عن طريق فتح مجال للأصوات المتطرفة، لتطوير خطابها، ونشر رسائل الحقد والكراهية.