في سياق المنشورات المتداولة، بين مؤّيدي أحد طرفي النزاع في الحرب الروسيّة الأوكرانيّة، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية صورة قيل إنها تُظهر ممرّضات أوكرانيات كنّ يُحاكمن في ليبيا في زمن معمّر القذافي بتهمة حقن 400 طفل ليبي بفيروس الإيدز.
لكن، ووفق خدمة فرانس برس للتحقق من الإخبار، فإن هذا الادّعاء مضلّل، فالممرضات اللواتي حُمّلن مسؤولية تفشّي مرض الإيدز في مستشفى ليبي كنّ بلغاريات لا أوكرانيات.
يظهر في الصورة عدد من النساء مع رجل في ما يبدو أنه قفص في محكمة.
وجاء في التعليقات المرافقة أن الصورة تُظهر “الممرضات الأوكرانيات” اللواتي اتُهمن “بحقن 400 طفل ليبي بفيروس الإيدز”.
وأضاف المنشور “تبيّن أن أوكرانيا سبب قتل الأطفال والفلسطينيين والعراقيين”.
ويأتي ظهور هذا المنشور مع استمرار العمليات العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية، وما ولده هذا النزاع من انقسام في العالم، تجلى بتراشق على مواقع التواصل بالأخبار والمنشورات.
وفي هذا السياق، ظهر هذا المنشور، ومنشورات أخرى تحمل أوكرانيا المسؤولية عن أحداث عاشتها المنطقة العربية، منها منشورات عن مشاركة هذا البلد في غزو العراق.
والتقطت الصورة المرفقة في سبتمبر 2006 في محكمة في مدينة طرابلس، ويظهر فيها إضافة إلى الممرضات البلغاريات الخمس، الطبيب الفلسطيني أشرف حجوج.
وأمضى المتهمون ثماني سنوات في السجون الليبية في زمن القذافي منذ العام 1999، وحكم عليهم بالإعدام مرّتين لاتهامهم بنقل فيروس الإيدز إلى 438 طفلاً في مستشفى في بنغازي، وهم تحدّثوا عن تعرّضهم للتعذيب لانتزاع اعترافات منهم.
وفي العام 2007، وافق نظام القذافي على تخفيف الحكم بالإعدام إلى السجن المؤبّد، ثم نقلوا إلى بلغاريا وصدر عفو عنهم.
بعد ذلك بسنوات، وتحديداً في العام 2016، نشر موقع ميديابارت الفرنسي، مذكرات شكري غانم رئيس الحكومة في عهد القذافي بين 2003 و2006 ثم وزير النفط، يشير فيها إلى أن مسؤولين في الاستخبارات الليبية كانا وراء حقن الأطفال بالدم الملوث.
ومهما يكن، فإن الممرضات الخمس اللواتي حوكمن في هذه القضيّة كنّ بلغاريات وليس أوكرانيات.
المصدر: باريس – فرانس برس