في ذكرى ميلاد محمد عبدالوهاب كيف لحّن أغنية لأم كلثوم وهو على ظهر المركب؟

حلت أمس 13 مارس، الذكرى الـ 120 لميلاد الفنان الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، والذي ولد في عام 1902 بحي «باب الشعرية» أحد أحياء القاهرة المعزّية القديمة، وخلّد الحي تاريخ عبدالوهاب، بوضع في ميدانه تمثالا يشهد على تاريخ عبد الوهاب وعطائه الفني.

ولقب عبد الوهاب بــ« موسيقار الأجيال» وهو وصف يعبر عن تاريخه؛ فقد عاصر عبد الوهاب مصر في تغيرات كثيرة على المستوى السياسي والثقافي؛ فبداية مشواره كانت مع الخديوية وشهرته الواسعة كانت مع الملكية، ولم تغيب جمهورية ما بعد ثورة يوليو صوته الذي كانت النغمة الوطنية الأشهر في تلك الحقبة، ومع كل تقلب بقي عبد الوهاب في قلوب الجمهور المصري والعالم العربي من محيطه لخليجه.

وعلى مدى أكثر من 60 عاما، أثرى عبد الوهاب مكتبة الموسيقى العربية، بمئات الألحان والتي تغنت بها الأصوات المصرية والعربية، ومن أبرزهم كانت السيدة أم كلثوم، التي غنّت من ألحانه روائع خالدة من تاريخ الموسيقى العربية، وصاحب هذا التعاون مواقف مميزة، روى عبد الوهاب بعضا منها من خلال صفحات مذكراته، التي حققتها الكاتبة إيريس نظمي، ونشرت في حلقات مسلسلة في مجلة “آخر ساعة” في عام 1991 (عام رحيل محمد عبد الوهاب).

بعد النجاح الكبير الذي حققته أغنية «أنت عمري» والذي كان أول تعاون لأم كلثوم مع عبد الوهاب، كانت المطالبة بتجديد هذا التعاون في عمل جديد، وبالفعل كتب الشاعر الغنائي أحمد رامي كلمات أغنية «فكّروني».

ويقول عبد الوهاب في مذكراته، أنه “قبل أن ينتهي رامي من كتابة مطلع الأغنية وكنا في عز الصيف، سافرت أم كلثوم إلى النمسا للعلاج والاستجمام، وكنت أنا أيضا استعد للسفر، ومع توجهي لميناء الإسكندرية، قابلت رامي، وتلقيت منه مطلع الأغنية، وأعجبتني، وطلبت منه الاستمرار في كتابة باقي الأغنية، وأن يرسل الأجزاء الباقية على أحد سفاراتنا في النمسا أو إنجلترا أو سويسرا”.

ويكمل عبد الوهاب، بأنه بدأ العمل على تلك الأغنية فور استقلاله للباخرة المتجهة للنمسا، لينتهي من كتابة المقدمة الموسيقية وهو على ظر المركب، وعندما وصل إلى النمسا، أسمع أم كلثوم المقدمة التي لحنها، والتي نالت إعجابها بشكل كبير؛ لتطلب منه أن يداوم الاتصال بأحمد رامي حتى ينتهي من تلحين الأغنية كاملة.

وبالفعل، كلما سافر عبد الوهاب لمكان، أرسل بعنوانه لأحمد رامي، وظلت الاتصالات بينهما، وكل اتصال كان يلحن الجزء الذي أرسل إليه، ويعرضه على أم كلثوم، ومع عودته لأرض مصر اعتكف بمنزله حتى وضع الصورة النهائية لحن أغنية «فكروني» والتي تقول كلماتها:

كلموني تاني عنك فكروني.. صحّوا نار الشوق في قلبي وفي عيوني.

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …