قد يكون مفهوم ارتفاع أسعار بعض الأحذية، خاصةً تلك من العلامات الراقية التي تستعمل أنواعاً فخمة من الجلود والقماش وتعتمد على الصناعة اليدوية، أمراً منطقياً ومفهوماً، حيث يصل سعر الحذاء حتى 3000 درهم، ولكن بتجاوز هذا المبلغ فيبدو الأمر غير منطقي للعديد من المستهلكين.
ورصدت «الرؤية» أسعار أغلى الأحذية الموجودة بدبي مول، والتي تراوحت بين 12 ألف درهم إلى مليون درهم، ويعود معظمها لعلامة «نايكي».
وأوضح مسؤولو المبيعات بهذه المحلات، أن أسعار هذه الأحذية مرتفعة نظراً لإنتاج عدد محدود وحصري على مستوى العالم، ومع مرور السنوات تزداد القيمة الشرائية لهذه الأحذية.
مليون درهم
واتضح خلال الجولة أن أغلى حذاء تصل قيمته لمليون درهم، يوجد بمتجر ليفيل شوز، والذي يعرضه المتجر داخل صندوق زجاجي، وقد تم إصدار 3 قطع منه حول العالم، ولونه أزرق وأبيض وأسود وهو غير مخصص للبيع، ويعرضه المتجر من باب استعراض أفضل أحذية نايك جوردان التي صممت بالتعاون مع كبار مصممي العالم من اليابان.
يليه حذاء آخر تصل قيمته إلى 375 ألف درهم بتصميم مشابه تقريباً، إلا أنه باللون الأخضر الكاكي، توجد 20-25 قطعة منها موجودة بالعالم، إلى جانب أحذية أخرى تراوح أسعارها بين 50 إلى 60 ألف درهم، والتي ارتداها بعض المشاهير والنجوم، وجمعت منهم لاحقاً، موجودة للعرض بالمتجر.
أحدث قطعة
وأخيراً بمتجر ليفيل شوز، يأتي حذاء نايك اير جوردان اوفوايت الذي يعد الأحدث بمجموعات نايك باهظة الثمن، والذي تم إصداره عام 2019 ويبلغ سعره 12 ألف درهم، ويتميز بهيكل جلدي مفكك، محسّن من مادة TPU شبه الشفافة على الثقوب والأجنحة ولوحة الكعب، ويعتبر قطعة متحفية عُرضت خلال معرض «شخصيات الكلام» في متحف شيكاغو للفن المعاصر.
الأكثر ندرة
وإلى متجر «بي هايب» الموجود بالفاشن افنيو بدبي مول، فيتضمن حذاء «نايك إيرماج» العودة إلى المستقبل، الذي تصل قيمته إلى 130 ألف درهم، وهو الزوج العاشر من المجموعة التي تم إنتاج 55 زوجاً منها على مستوى العالم، فيعد حذاءً نادراً صممته Nike كونه نسخة طبق الأصل من الحذاء الذي يرتديه مارتي مكفلي في فيلم العودة إلى المستقبل II، كما تم التبرع بالعائد إلى مؤسسة مايكل جيه فوكس لأبحاث باركنسون.
وأوضح الموظف العامل بمتجر بي هايب أن فكرة وتصميم الحذاء استشرافية للمستقبل بشكل كبير، ويحتوي على نظام إضاءة يمكن إعادة شحنها وتبقى لمدة 24 ساعة، لافتاً إلى أن امتلاك المتجر حذاءً من هذا النوع يعني أنه متجر فريد من نوعه، وهناك زبائن من شريحة الهواة بجمع الأحذية المميزة الذي يميلون لاقتنائه.
هواة الجمع
وأوضح نبيل طارق، هاوي جمع أغراض متنوعة، أن كل حذاء مرتبط بقصة من حيث التصميم والفكرة أو أن الحذاء ينتمي لمجموعة حصرية تم إصدار عدد محدد منها حول العالم، لافتاً إلى أن الفئة المقبلة على شراء هذه الأحذية هي هواة جمع الأحذية بمجموعات خاصة، وينقسم هواة الجمع إلى فئتين: الفئة الأولى، تميل لشرائها بسبب ارتباط الحذاء بشخصية شهيرة مثل مايكل جوردان، او ارتباط الحذاء بقصة فيلم ومعجبي الفيلم يميلون للاحتفاظ بجزء مادي من الفيلم المفضل لهم.
أما الفئة الثانية، وهي الفئة الأكبر الموجودة بين شريحة المشترين، تلك التي تقوم بشراء هذه الأحذية من باب الاستثمار وتحقيق مكسب سريع، بحيث يتم شراء الحذاء بسعر السوق، ويقوم بإعادة بيعه بعد سنوات أو نفاد المجموعة المحددة المطروحة بالسوق، بسعر أكبر يحقق من خلاله مكسباً مادياً مجدياً لاحقاً.
وأفاد نبيل بأن هواية الجمع أصبحت متنوعة ومنتشرة كثيراً على مستوى العالم، فهناك من يميل لجمع الساعات، وهناك من يميل لجمع الأحجار، ومجلات الكوميكس، والطوابع والعملات، وغيرها العديد.
تقنيات فريدة
وأفادت أريج الرمحي، هاوية جمع منمنمات وصانعة أفلام، بأن هناك أسباباً كثيرة تعلل ارتفاع سعر بعض الأحذية، مثل: حقوق ملكية الابتكار، للتقنيات الخاصة، كتقنية الوسادة الهوائية التي تستخدمها نايك تحديداً لتوفير أكبر قدر من الراحة، حيث تحصل نايك على براءة الاختراع من مبتكرها frank rudy ، والذي يكلفها الكثير بالتالي يؤثر على سعر المنتج.
وأضافت أن تقنية القَصَّة الرياضية كحذاء نايك cutting-edge technology ، فهي تقنية غير موجودة في أي شركة تصنع أحذية رياضية، خاصة أن الحذاء يحتوي على حساس داخلي يجعله يتكيف مع القدم وليس العكس، وهي تقنية مكلفة من حيث البحوث التي تُجرى كل عام، والتي ترتبط بغيرها من أبحاث تقوم بها الشركات المصنعة لتقديم الحذاء بالصورة النهائية، التي ترضي العملاء من أهم وأشهر عدائي العالم، وأن المجازفة بالمنتج وجودته تؤثر بجودة اللعب وقد تؤدي لهبوط أسم هذه الأحذية.
وقالت الرمحي: “يرتبط إصدار بعض الأحذية بحملات خيرية، تقوم بها العلامة بين الفترة والأخرى، والتي تدعمها المزادات لصالح بعض المؤسسات الخيرية. ولكل منتج من هذه الأحذية فئة من هواة الجمع المهووسين بالتميز بقطعة ما يضيفونها لمجموعتهم والذين يعرفهم المصنعون جيداً.”
المصدر – وكالات