لعنف ضد المرأة من أهم القضايا الشائكة التى نجدها تطفو وبوضوح فى كثير من المجتمعات، وهى لا تخص مجتمعًا أو ثقافة أو فئة بعينها.
والعنف تعبير عن القوة الجسدية التى تصدر ضد النفس أو شخص بصورة متعمدة، أو هو إرغام الفرد على إتيان أفعال يرفضها، ومن الممكن أن يتخذ العنف صورًا كثيرة، فهناك العنف الجسدى والمعنوى وهناك أيضا العنف الجنسى، الذى بات ظاهرة بين العديد من الأزواج.
بعد أن كشفت دراسة من داخل أروقة محكمة الأسرة بإمبابة، أن 100% من الزوجات اللاتى أقمن دعاوى طلاق وخلع وأقيم فى حقهن دعاوى نشوز وطاعة تعرضن للعنف الجنسى، و10% منهن خضعن لإجراءات طبية بسبب تعرضهن لإصابات جسدية، نتيجة لذلك العنف، وفق الشهادات المقدمة، وكثير منهن أكدن أن العلاقة الزوجية أصبحت عقابًا لهن من جانب الزوج، بعد أن بات العنف هو لغة التخاطب بينهما، وقد تعددت أسباب هذا العنف ما بين عدم انسجام الزوجين مزاجيًا وطبقيًا وتعليميًا أو تأثر الزوج بطفولته القاسية والجافة، وقد يعود العنف لتربية الزوج ونشأته واقتناعه أن استجابة الطرف الآخر لن تكون إلا من خلال استخدام الوسائل العنيفة، التى تبدو وكأنها وسائل عقابية سواء بالألفاظ أو بالتلامس، وقد يرجع السبب الأساسى فى عنف الزوج، إلى الفارق الكبير فى السن بينه وبين وزوجته.
وقد رصدت مكاتب تسوية المنازعات خلال النصف الأول من عام 2017، أن عدد السيدات اللاتى طلبن الخلع والطلاق للضرر، لتعرضهن للعنف الجنسى الذى ينتج عنه عنف جسدى وصل 1040 زوجة.
ومن بعض هذه القضايا التى رصدت معاناة الزوجات مع العنف الجنسى من قبل أزوجهن، أقامت ( س .ع) وهى شابة جميلة فى أوائل الثلاثينات، دعوى طلاق للضرر أمام محكمة الأسرة بإمبابة، وقد أوقعها حظها العاثر فى زوج عصبى بطبعه.
قالت الزوجة فى دعواها:
“لقد رأيت فى حياتى مع زوجى كل أنواع العنف والإساءة والاستغلال الجنسى، فهو يكبرنى بـ15 عامًا، وهو صديق والدى وكان ملتصقًا بأبى ويزورنا باستمرار، وكنت أعتبره بمثابة أب ثان لى، ولم أكن أتوقع أبدًا أن يطلبنى للزواج.
وكنت أعتقد أن أبى سيرفض، ولكنى فوجئت بموافقته بل وتشجيعه، ولما عرض علىّ أبى الأمر ورفضت واعترضت على فارق السن، نهرنى وأجبرنى على الموافقة والزواج من صديقه الذى يكبرنى بسنوات عديدة.
وأضافت المدعية: “تزوجت به رغمًا عنى ووقعت بين قبضتيه وأصبحت أعيش حياة تعيسة ولا أجد من أشتكى له، فبرغم كبر سنه، كان يقوم بأفعال المراهقين، يجلس بالساعات لمشاهدة أفلام إباحية وأفلام تحرض على العنف الجنسى والجسدى، ما جعلنى أشمئز من اقترابه منى وأتخيل العلاقة الحميمية بيننا ليست أكثر من فيلم رعب”.
وتابعت: “لقد نصحته مرارًا وتكرارًا بالتوقف عن هذه الممارسات، ولكنه رفض واشتد عنفه معى فى التعدى عليّ، وقام بإجبارى على توقيع تنازل عن كل منقولاتي”.
وأكدت الزوجة والأم لطفلين فى دعواها: “كنت أشتكى لأهلى كثيرا وكان أبى يجلس معه ويحدثه ويعده بأن يعاملنى بالمعروف، ولكن بمجرد العودة إلى بيت الزوجية، ينقض علىّ كالثور الهائج لدرجة تجعلنى أكاد أموت بين يديه.. وقتها أدركت أننى إذا استمرت حياتى معه سأخرج من منزله جثة هامدة، ما اضطرنى للهروب من بيته، ورفع دعوى طلاق للضرر”.