شكلت استقالة المستشار النمساوي السابق «سبستيان كورتس» ما يشبه الزلزال السياسي داخل النمسا، حيث وصفته صحيفة «بيلك» النمساوية بأنه كان موهبة استثنائية، وطفل معجزة لكونه يبلغ من العمر 35 عاماً فقط وبدأ قبل ذلك بعشر سنوات اقتحام عالم السياسة ليكون مستشار البلاد لفترتين متتاليتين، ولفت الانتباه إليه في سن الـ24، عندما أصبح طالب القانون وزير الدولة للاندماج، وجعل مكافحة الهجرة غير الشرعية الموضوع الرئيسي له.
وأشارت الصحيفة إلى أن كورتس كان في الاتحاد الأوروبي من أشد منتقدي نظيرته الألمانية أنغيلا ميركل، وفي المفاوضات المتعلقة بميزانية الاتحاد الأوروبي، قاد مؤخراً مجموعة الدول التي منعت ارتفاع المدفوعات الوطنية.
وأكدت الصحيفة أنه هو ذلك الشاب الوسيم الذي يشبه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ولكن في منطقة جبال الألب، وأنه خلافاً لتوقعات العديد من المراقبين بمستقبل مبهر لولاية ثالثة له في النمسا، أصبح كورتس درباً من الماضي
ونوه التقرير إلى أن مسيرة كورتس الرائعة انتهت بسقوط عميق مفاجئ بسبب تحقيقات فساد ضده وضد حزبه، ورغم زعمه أن ولادة ابنه هي السبب لقراره في هذه المرحلة الزمنية.
وأكدت الصحيفة أن الزلزال يحدث حالياً؛ لأنه ولأول مرة انضم حزب الخضر النمساوي إلى الحكومة الجديدة بقيادة المستشار الجديد «كارل نيهامر» من حزب الشعب المحافظ النمساوي.
وأكد خبراء أن المحافظين في النمسا ضاع أملهم السابق «كورتس»، وأنه يجب على المستشار الجديد نيهامر أن يقود الحزب الآن إلى النجاح.
من جهة أخرى، أشار تقرير لصحيفة «زود دويتشه تسايتونغ» الألمانية إلى أن المستشار الجديد «نيهامر» معروف بمواقفه المتشددة ضد الهجرة غير الشرعية والتيارات المتطرفة.
وأكد زعيم حزب الخضر، فيرنر كوجلر، في التقرير، على أن حزبه متمسك بالتعاون مع المستشار الجديد نيهامر، حتى لو كانت هناك خلافات في قضايا متعلقة بالهجرة واللجوء.
وفي تقرير لصحيفة «دي فيلت» الألمانية أكد المحلل السياسي جاكوس شوستر، على أن الحزب المحافظ في النمسا خسر الرهان الذي علقه على النجم الشاب بالحزب كورتس، وأن المحافظين في النمسا وضعوا كل شيء على رجل واحد وهذا الخطأ، «لهذا هم يغرقون الآن في الأعماق معه».
وأشار إلى أنه حتى وإن كانت التحقيقات مع كورتس لم تظهر نتيجتها بعد، إلا أن الأمر ضربة بدون شك لحزبه المحافظ.
وأشار تقرير لموقع «دير شتاندرد» النمساوي إلي أن الإرث السياسي لكورتس يعتبر فريداً من نوعه، «فهو رغم صغر سنه معتدل من الناحية الخطابية، ويتقن الجدل بكلمات مختارة بعناية. وكان يُنظر إليه على أنه منضبط ومركّز وفي صميم الموضوع».
وتناول التقرير أن كورتس لديه بالفعل وظيفة في شركة دولية لا تزال غير واضحة، وأنه لطالما سعى إلى التقرب من شركات التكنولوجيا والشركات الناشئة.
وتطرق التقرير إلى شائعات أن كورتس يسافر حالياً إلى أيرلندا وزيورخ في رحلة عمل منذ استقالته، وأنه من غير المحتمل أن يصبح كورتز فقيراً، حيث بعد انتهاء حياته السياسية، سيظل يحصل على راتب بقيمة 11 ألف يورو شهرياً لمدة تصل إلى 6 أشهر.
وكالات إخبارية – صجف نمساوية