بالصور – «الكبوشي»سرداب الموتى الإمبراطوري النمساوى الذى أمتد 600 عام

في حياة الملوك والاباطرة في الحضارات القديمة كان الاعتقاد السائد هو أن دفن الموتى إحدى طرق حفظ التاريخ وليست نهاية لقصة ملك أو إمبراطور فهي بداية لسرد قصته فنجد في الحضارة المصرية القديمة سر عظمة التحنيط وأن الملك يتم دفنه بما يملكه ويحكي قصته على جدران معابده وامتد هذا الاعتقاد حتى وصل إلى واحدة من أهم العائلات المالكة في أوروبا “آل هابسبورج”.

تلك العائلة التي حكمت النمسا لمدة تجاوزت الـ 6 قرون واشتهرت بكونها مصدر الأباطرة المنتخبين لحكم الإمبراطورية الرومانية في الفترة بين 1438 إلى 1740 كما أدخلت للبلاط الإمبراطوري فكر مختلف لضم حدود ودول تحت حكمها من خلال الزواج فجلبت الاسرة سلسلة من الزيجات مع البيوت الحاكمة الأوروبية وتمكنت من خلالها ضم بورجوندي وإسبانيا وبوهيميا والمجر وغيرها من الأقاليم إلى ميراث مملكتهم.

ولأن النسب يستمر عن طريق الأبناء من الذكور بدأت سلالة آل هابسبورج إلى الزوال بسبب العوامل الجينية الوراثية التي كانت تنتقل بين أبناء العم أو بنات الأخت حتى انتهت مع القرن الـ 18 بانتهاء الفرع الاسباني بوفاة تشارلز الثاني عام 1700 والذي كان يعاني من اضطرابات وراثية جينية وانتهى فرع النمسا عام 1780 مع وفاة الامبراطورة ماريا تيريزا ولتحتفظ تلك العائلة بتاريخها الطويل ونظرا لتفكيرها غير تقليدي والذي ظهر مع فكرة الزواج لضم أقاليم جديدة للحكم استكملوا الفكرة بسرداب “الكبوشي”.. سرداب الموتى الامبراطوري

وبحسب موقع ” vienna now forever ” فإن سرداب “الكبوشي” والذي يقع أسفل دير وكنيسة الكبوشيين في ساحة نوير ماركت بمدينة فيينا في النمسا بالقرب من قصر هوفبورج هو فكرة العائلة لسرد تاريخها الامبراطوري فمنذ عام 1618 تم اعتماد السرداب كقبو يجمع رفات أفراد العائلة وأسرهم حتى ضم في النهاية رفات أكثر من 150 شخص ينتمي للعائلة ليتحول إلى نصب تذكاري يجمع 12 إمبراطور و22 امبراطورة وملكة.

فبمجرد دخولك للسرداب تتمكن من السفر والتجول في رحلة تاريخية امتدت لـ 600 عام داخل العرش النمساوي والأوروبي بداية من حرب الثلاثين عام إلى الثورات والأفكار الأولى لأوروبا الموحدة حيث تم تصميم غرف السرداب على يد أمهر الفنانين في عصرهم وفي كل غرفة تكتشف قصة وفترة حكم بانتصاراتها وهزائمها وافكارها ورموز القوة التي تميز توابيت أعضاء الأسرة.

وامتدت اعمال التعديل والتوسعة للسرداب على مدى 4 قرون حتى وصلت إلى 10 أقبية وغرف تستضيف التوابيت والجرار والآثار الجنائزية المملوكة لـ “آل هابسبورج” والتي تحافظ على مجد العظمة السابقة للعائلة في الموت كما دفنت قلوب “آل هابسبورج” في سرداب القلوب وبهذا تحول السرداب إلى أحد أفضل المعالم السياحية في فيينا لاكتشاف تاريخ العائلة من وجهة نظر مختلفة فيجمع لك السرداب تاريخ أوروبا في جولة واحدة.

وحتى الآن تجري مراسم الدفن في السرداب الامبراطوري لأعضاء العائلة حيث تم دفن آخر إمبراطورة نمساوية “زيتا” في عام 1989 وفي عام 2011 تم دفن ابنها الأكبر وولي العهد السابق والسياسي الأوروبي “أوتو هابسبورج” إلى جانب زوجته “ريجينا”.. فإذا اردت ان تبحث عن تفاصيل تاريخ أوروبا فجولة السرداب تكفي

وكالات – شبكة رمضان الإخبارية

 

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …