قرر سائق قطار يابانيٌّ مقاضاة رؤسائه للحصول على تعويض يتجاوز 19.400 دولار أمريكي، بعد أن عوقب خصم 38 سنتاً من أجره، بسبب التأخير لمدة دقيقة واحدة، وفق ما ذكره تقرير لصحيفة Daily Mail البريطانية، الأربعاء 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
فقد كان من المقرر أن ينقل السائق قطاراً فارغاً من محطة أوكاياما جنوب البلاد، يوم 18 يونيو/حزيران 2020، لكنه وصل إلى منصةٍ خاطئة حين تسلَّم القيادة من سائقٍ آخر، فسارع السائق باتجاه المنصة الصحيحة، لكن الخطأ تسبّب في التأخر دقيقة واحدة عن موعد الانطلاق ودقيقة واحدة عن وصول القطار إلى المستودع؛ مما دفع شركة سكك حديد غرب اليابان إلى خصم 75 سنتاً من راتبه لشهر يوليو/تموز.
شد الحبل
جادلت الشركة بأن التأخير الذي دامَ دقيقتين لم يشهد “أداء أي عملٍ إضافي”، مما يُبرّر الخصم من أجر السائق.
لذا صعّد السائق الأمر إلى مكتب التفتيش على معايير العمل في أوكاياما؛ ما دفع الشركة إلى تقليل وقت التأخير إلى دقيقة واحدة وخفض العقوبة إلى 38 سنتاً فقط.
لكن الموظف رفض قبول الخصم، وجادل بأن التأخير لم يُسبب أي تعطيل في الجداول الزمنية، لأن القطار كان فارغاً.
ومن ثم قرّر رفع قضية أمام محكمة أوكاياما الجزئية في مارس/آذار، ويُطالب الآن بتعويضٍ قيمته 38 سنتاً عن عقوبة التأخير لمدة دقيقة، و11 سنتاً عن العمل الإضافي نتيجة التأخير، و19.422 دولاراً للتعويض عن “الضرر الأدبي” الذي تعرّض له، بحسب موقع SoraNews24 الياباني.
القضية أثارت جدلاً وقسمت اليابانيين
احتجت الشركة بأن مبرر الخصم من راتب السائق هو مبدأ “لا أجر بلا عمل”، وقالت إنه ينطبق على أي شخص يصل متأخراً أو لا يحضر إلى العمل.
في حين اتهم السائق الشركة بـ”استغلال خصومات الرواتب للعقاب على الخطأ البشري”، مضيفاً أن الأخطاء الصغيرة يجب أن لا تُعتبر خرقاً للتعاقد.
فقد وقف بعض مستخدمي الشبكات الاجتماعية في صف السائق، وانتقدوا “عدم التساهل” حين يتعلَّق الأمر بتشغيل خدمات السكك الحديدية داخل البلاد.
إذ كتب أحدهم: “الجميع يرتكبون الأخطاء، ولا يجب فرض خصومات على الأجور إلا في المشكلات الكبيرة، ولو تحوَّلت هذه الواقعة إلى أمرٍ طبيعي، لانتشرت الخصومات على الأجور في الصناعات الأخرى أيضاً”.
بينما قال آخر: “إنّ عدم التساهل هذا سمةٌ من سمات اليابان، والأمر لا يتعلّق بإنتاجيتك العالية”.
فيما أضاف ثالث: “إذا كنت تعمل في القطارات، فأنت تعرف ما يُقال. حين تتسبب في تأخير لدقيقة واحدة؛ تتم معاملتك كأنك تسببت في حادث”.
صرامة يابانية غير عادية
معروفٌ أن اليابان تمتلك واحدةً من أكثر السكك الحديدية اعتماديةً في العالم، ومن شبه النادر أن يتأخر قطارٌ عن موعده المقرر.
ففي عام 2017، اعتذرت إحدى شركات القطارات عن “الإزعاج الشديد” الذي سبَّبته بمغادرة أحد القطارات قبل موعد بـ20 ثانية.
إذ كان يُفترض أن يُغادر قطار تسوكوبا إكسبريس من المحطة في تمام الساعة الـ9:44 صباحاً.
لكن القطار غادر في تمام الساعة الـ9:43:40 صباحاً؛ مما دفع شركة سكك حديد متروبوليتان إنترسيتي إلى تقديم اعتذارٍ رسمي على موقعها الإلكتروني. وقالت الشركة في بيانها: “نعتذر بصدق عن الإزعاج الشديد الذي تسببنا فيه لعملائنا”