على مدى 34 عاماً، كان ديفيد فولر كالشبح. جرائم قتل واغتصاب متعددة وصلت إلى الموتى في مشرحة إحدى المستشفيات، دون أن يتمكن أحد من الوصول إليه. لكن الصدفة قادت رجال التحقيق للعثور عليه بعد كل هذه السنين.
على مدى 34 عامًا، اعتقد أحد أعتى مرتكبي الجرائم الجنسية في بريطانيا أنه أفلت من العقاب بقتل امرأتين والاعتداء الجنسي على عشرات الموتى. لكن لم تظهر الحقيقة الكاملة لجرائمه إلا مؤخراً بعد أن قاد فحص لعينة من الحمض النووي المحققين إلى ديفيد فولر.
كيف تم القبض عليه؟
ظلت جريمة قتل كل من ويندي نيل وكارولين بيرس – المعروفة باسم “جرائم القتل في الفراش” – دون حل على الرغم من فحص عينة الحمض النووي المأخوذة من جسد ويندي والتي عمل علماء الطب الشرعي على تحسينها في عام 1999.
وفي عام 2019 ، فتح التحقيق مجدداً بعد الحصول على عينة حمض نووي “محسنة” من ملابس كارولين الداخلية، لكن اكتشاف الحقيقة جاء من خلال عينة بيولوجية للقاتل تم الحصول عليها من جسد ويندي، بحسب ما ذكر موقع سكاي نيوز البريطاني.
.@kentlivenews is in court and is giving you the latest from the #DavidFuller trial today
Some emotional updates have already come through this morninghttps://t.co/YroF2dMSNS pic.twitter.com/93XoEpDyuX— Lauren MacDougall (@lmacdougall93) November 2, 2021
أظهرت عمليات التحقق من خلال قاعدة البيانات الوطنية تطابقًا وثيقًا للعينة مع 90 شخصًا، وقام فريق التحقيق باستبعادهم واحداً تلو الآخر حتى تم التوصل في النهاية إلى أحد أقارب فولر المباشرين، قبل العثور على فولر نفسه والذي يعمل مشرفاً لصيانة الكهرباء.
عندما وصلت الشرطة إلى منزله في هيثفيلد شرق ساسكس، حققت الشرطة معه، لكنه نفى معرفته بالامرأتين، إلا أنه تم القبض عليه وأجري تحليل له، ليكتشف المعمل الجنائي تطابق الحمض النووي الخاص به مع القاتل، كما تطابقت بصمة إصبع على بقعة من الدماء عثر عليها على كيس بلاستيكي وجد في سرير ويندي.
وأثناء تفتيش منزله ومكتبه، عثر المحققون على محركات أقراص صلبة وأقراص مدمجة وأقراص مرنة مخفية تحتوي على أكثر من 14 مليون صورة لجرائم جنسية، تضمن بعضها لقطات لفولر وهو يعتدي جنسيًا على جثث الموتى في مشرحة مستشفى “كينت وساسكس” – المغلقة الآن – ومستشفى “تونبريدغ ويلز” الجديد في بيمبوري.
وأكد فريق التحقيق العثور على على مذكرات مكتوبة بخط اليد كتب فيها فولر تفاصيل عن ضحاياه في المستشفى – الذين تراوحت أعمارهم بين فتاة تبلغ من العمر تسعة أعوام وامرأة تبلغ من العمر 100 عام.
ونفى فولر في البداية تهم القتل، لكنه أقر قبل أيام بجرائمه. وعندما سُئل عن سبب تسجيله للصور والفيديوهات واحتفاظه بها وما إذا كان قد فعل ذلك للحصول على مزيد من المتعة الجنسية، قال للمحققين إنه لا يعرف سبباً لقيامه بذلك! وقال إن الجرائم وقعت فقط في محيط المستشفى، لكنه لم يذكر أي تفاصيل حول كيفية أو سبب اختيار ضحاياه.
كيف أفلت من العقاب كل هذا الوقت؟
قد تكون لدى فولر، الذي كان يعمل مشرف صيانة، أسباب منطقية للوصول إلى المشرحة بحكم عمله – مثل فحص درجة حرارة ثلاجات حفظ الموتى- ولذا حصل على بطاقة ممغنطة خاصة به تتيح له الدخول للمكان. وخلال التحقيقات وقبل اكتشاف أنه مرتكب الجرائم، اعتقد فريق التحقيق أن ظهوره المتكرر على أشرطة كاميرات المراقبة داخل وحول منطقة المشرحة كان أمراً منطقياً ومرتبطا بعمله.
وخلال التحقيقات أثبت المحققون أن المشرحة كان يعمل بها 5 من الموظفين من الساعة الثامنة صباحًا حتى الرابعة مساءً. لكن نظرًا لأن فولر كان يعمل دائماً من الساعة الحادية عشر صباحًا حتى السابعة مساءً، فإن هجماته كانت تحدث غالبًا في فترة لا تتجاوز مدتها ثلاث ساعات وذلك في الجزء الأخير من نوبته.
وعلى الرغم من أنه كان من الممكن إدخال جثث جديدة إلى المرشحة في أي وقت، إلا أن فولر أدرك بالتحديد الوقت الذي لن يدخل أحد خلاله إلى المشرحة أو غرفة التشريح. وكان فولر يتمكن من دخول غرفة التشريح من خلال المكتب الطبي، خاصة وأن تصميم الغرف مكنه من الدخول والمغادرة دون أن يلاحظه أحد من موظفي المستشفى، كما أنه على عكس الأجزاء الأخرى من المشرحة، لم تكن هناك كاميرات مراقبة في غرفة التشريح، وهو أمر معتاد للحفاظ على كرامة الموتى.
وتعود الصور التي عثر عليها المحققون حتى عام 2008 فقط ، لكن فولر كان يعمل في المستشفى منذ عام 1989 لذا يعتقد المحققون أنه من الممكن أن يكون فولر قد اغتصب مئات الضحايا من الموتى.
تم تكليف أكثر من 150 ضابط اتصال متخصص بزيارة عائلات الضحايا المحتملين. وحتى الآن، اكتشف المحققون من خلال الصور 99 ضحية محتملة، تم التعرف على أسماء 78 منها. فيما يواصل أكثر من 150 ضابط العمل بالاتصال بعائلات ضحايا محتملين آخرين في كينت وساسكس وإسيكس. ومع ذلك، يُخشى أن باقي الضحايا لن يتم التعرف عليهم أبدًا.
ع.ح.