في الوقت الذي تحطط بعض الدول الأوروبية فرض تشريعات تبرر الإعادة القسرية للاجئين، طالبت النائبة في البرلمان الأوروبي، تاينيك سترايك التي زارت أماكن وجود لاجئين عالقين بالقرب من حدود بولندا، بضرورة أن تتحلى المفوضية الأوروبية “بالحزم والتنسيق”، في إشارة منها إلى ليتوانيا وبولندا ولاتفيا التي بصدد تبني تشريعات مماثلة لتلك المعمول بها بالفعل في المجر”.
وعبرت سترايك عن خشيتها من أن تعمّم دول الاتحاد الأوروبي تبرير إعادة اللاجئين قسرياً خارج دول التكتل، وبخاصة عند الحدود المتاخمة لبيلاروس.
حماية الحدود أمر “مشروع”
جاء تصريح النائبة في البرلمان بعد أسبوع من تصريح قام به وزير الداخلية الألماني اعتبر أن حماية الحدود أمر “مشروع”، وذلك بعد طلب مجموعة دول أعضاء في التكتل من بروكسل تمويل بناء عوائق حدودية لمنع المهاجرين الوصول إلى الاتحاد.
و قال هورست زيهوفر إن حماية الحدود أمر مبرر. وصرح لصحيفة “بيلد إم تسونتاغ” “أمر مشروع لنا أن نحمي الحدود الخارجية بهذه الطريقة التي يتم فيها إغلاق المعابر الحدودية غير المراقبة”.
اتهام لبولندا
بداية الشهر الجاري، اتّهمت منظمة العفو الدولية، بولندا بإعادة المهاجرين بشكل غير قانوني نحو بيلاروس، وتقول إنّ بحوزتها أدلة استقتها بناء على تحريات أجرتها المنظمة تثبت إعادة 32 طلب لجوء “قسراً” نحو بيلاروس، واصفة الإجراءات التي نسبت إلى السلطات البولندية بأنها “تتعارض مع القواعد الأوروبية”.
12 دولة تريد مالاً لبناء الحواجز
طلبت 12 من الدول الـ 27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من بينها النمسا واليونان وبولندا والمجر، من المفوضية الأوروبية عبر رسالة تمويل بناء حواجز على حدودها لمنع دخول المهاجرين.
وردت المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية إيلفا يوهانسون التي وُجهت الرسالة إليها أن البلدان تمتلك “إمكانية بناء أسوار والحق في ذلك”.
وأضافت يوهانسون في مؤتمر صحفي في ختام اجتماع لوزراء الداخلية في دول الاتحاد في لوكسمبورغ “لست ضد ذلك، لكن فيما يتعلق باستخدام الأموال الأوروبية المحدودة لتمويل بناء الأسوار بدلا من أمور أخرى لا تقل أهمية، فهذه مسألة أخرى”.
ورأت أنه “لم يكن تقديم مقترحات جديدة فكرة جيدة” بينما ما زالت المقترحات المتعلقة بميثاق الهجرة واللجوء، وهي خطة إصلاح اقترحتها المفوضية، تثير انقساما بين الدول الأعضاء و”مطروحة على الطاولة”.
المجر انتهكت القوانين الأوروبية
كان المدعي العام في محكمة العدل الأوروبية، أثناسيوس رانتوس قدم في 25 أيلول/ سبتمبر 2020 توصيته لمحكمة الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ تقتضي أن المجر انتهكت قوانين ادول الاتحاد الأوروبي الخاصة باللجوء عندما أقرت تشريعاً يضيق احتمالات حصول طالبي اللجوء على الحماية الدولية.
وخلص رانتوس على أن المجر “اخفقت في الوفاء بالتزاماتها بموجب المادة 33 (2) من التوجيه 2013 32 الصادر عن البرلمان الأوروبي والمجلس الأوروبي المتعلق بالإجراءات المشتركة لمنح وسحب الحماية الدولية من طالبي اللجوء”.
مشروع قانون للترحيل في اليونان
وفي سبتمبر/أيلول حذّر مجلس أوروبا اليونان من أن قانوناً مقترحاً يهدف إلى تسريع عملية ترحيل المهاجرين سيُعرّض للخطر عمل منظمات غير حكومية يمثّل “طوق نجاة” لكثيرين في البحر الأبيض المتوسط.
ودعت المنظمة النواب اليونانيين إلى إعادة النظر في مشروع القانون الذي يعزز سلطة الشرطة لإصدار أوامر بترحيل واحتجاز مهاجرين غير شرعيين، الأمر الذي سيعرقل أنشطة المجموعات التطوعية والمنظمات غير الحكومية. ولا تزال اليونان مركزاً رئيسياً للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى الاتحاد الأوروبي، رغم انخفاض عدد الوافدين إليها منذ بلوغ أزمة المهاجرين ذروتها في العام 2015.
ميثاق الاتحاد الأوروبي للهجرة
وفي أيلول/سبتمبر 2020، كشفت المفوضية الأوروبية عن ميثاقها الجديد المقترح للهجرة والذي من المفترض أن يخلق توازناً جديداً بين تحديد سبل مجالات المسؤولية والتضامن ما بين الدول الأعضاء.
ويهدف الميثاق الجديد إلى تحسين الإجراءات وإعادة بناء الثقة بين الدول الأعضاء، وترى المفوضية الأوروبية أن الميثاق هو بمثابة “الإنجاز” الذي يوازي إنجازاتها السابقة مثل السوق الداخلية الموحدة ومخطط التعافي.
وتنصّ الخطة أيضاً على آلية سريعة لاستبعاد المهاجرين الذين من غير المرجح أن يحصلوا على حماية دولية. وهم بحسب المفوضية أولئك القادمون من دول تسجّل معدل استجابة لطلبات اللجوء أقلّ من 20 بالمئة مثل تونس والمغرب. لكن المناقشات وصلت إلى طريق مسدود ويريد أعضاء البرلمان الأوروبي تعديل النص الخاص بميثاق الهجرة.
المصدر : إيرو نيوز عربى