تخيل يا من تعيش وحيدًا ، أن تموت وحيدًا ولا يشعر بك أحد سوى بعد وقت طويل، هكذا لا يمر إلا أياماّ قليلة دون أن يجرى الإبلاغ عن وجود أحد كبار السن متوفيا في شقته منذ أيام أو أسابيع أو شهور، وربما تصل إلى سنوات، دون أن يلفت هذا الاختفاء أنظار أحد، سوى عمال النظافة أو حسابك المتوقف في البنك بعد فترة ليست بالقصيرة.
نشرت صحيفة كورونا النمساوية اليوميو اليوم الجمعة قصة رجل يبلغ من العمر 43 هاماّ ، مات وحيدًا منذ عدة أيام وربما شهور ، داخل شقته بمدينة لينز عاصمة ولاية النمسا العليا ، هذه المرة دلت على موته ديدان القبر التي خرجت من تحت عقب الباب إلى الخارج ، مما دفع رجال المطافى والإنقاذ دخول الشقة عن طريق أحد النوافذ بسلم متحرك لفتح الشقة من الداخل
في النمسا انتشرت ظاهرة أن تموت دون أن يشعر بك أحد، وهذا الرجل بالتأكيد لم يفتقده أحد ولن يفتقده بعد مماته أحد لأنه لم يكن له علاقة أطلاقاّ بأحد ، فعلى الرغم من أن الجثة قد أزيلت بالفعل منذ أسبوع من الشقة ، إلا أن الجيران الذين يعرفوه ويسكونوا معه في نفس الدور الثالث بالمنزل المكون من 4 أدوار ، لم يلاحظوا أي شيء من المأساة ، موظف الكيمياء السابق كان يعيش ولايعرف إلا القلة من الذين يسكونوا معه منذ فترة طويلة
مات موظف الكيمياء الرجل البالغ من العمر 43 عاماً متى مات بالضبط لا يزال غير مؤكد، والحقيقة هي أنه في يوم الخميس قبل أسبوع، لاحظ أحد السكان رؤية الديدان تخرج من تحت عقب الباب، مع ظهور رأئحة كريهة تخرج من الشقة، استدعى جاره الشرطة ورجال الإطفاء الذين دخلوا عبر سلم متحرك من النافذة بسبب قفل أمان موجود على الباب، وقال المتحدث باسم رجال الأنقاذ السيد Christian Puchner “عثر أحد رجال الإنقاذ على مفتاح الشقة وفتح الباب من الداخل
السبب في هذه الحالة حسب أعتقادى هو تفكك الأسرة، وإضعاف الروابط بين الآباء وأبنائهم، وقد سمعت ذات مرة من مدير إحدى شركات التنظيف، أنه وجد في إحدى المرات جثة سيدة وكان الطعام والشراب على المائدة كأنها لاتزال تأكل وتشرب: «لم يكن في ثلاجة تلك السيدة سوى المياه، لا فاكهة ولا خضار ولا أجبان ولا لحوم، فقط وجبة جاهزة كانت على الطاولة وقد وجدت جثتها بعد 10 أيام من وفاتها
أن هذا الوضع يوضح لماذا كبار السن ينعزلون في بيوت المسنين أو في منازلهم دون أن يتواصلوا مع أصدقائهم أو عائلاتهم أو جيرانهم أو حتى دون أن يتحدثوا مع الباعة: «الأعداد في ازدياد مستمر».
بعض كبار السن يحاولون محاربة العزلة وهو أن يرتادوا المقاهى القريب من منزلهم ليلتقوا بأُناس جدد، وتتحاور معهم يوميا، وتقول أحدهم إنه لأمر تعيس أن تكون وحيدًا.. جميع أقربائي ماتوا ولم يعد لي أحد سوى ابنتي وحفيدتي، تزورانني مرتين بالشهر نظرا لبعد منزلهما، أمي كانت دائما تخبرني أن أبكى إذا شعرت برغبة في البكاء فبعده ستشعر براحة وتتعافى».
وتسجل النمسا سنويا عدد غير معروف بالنسبة لى شخصياّ وخاصة في العاصمة فيينا ، وقد ازداد هذا العدد خلال العشر سنوات الأخيرة بنسبة كبيرة وبحلول عام 2023 سيبلغ عمر أكثر من ثلث سكان النمسا الـ65، وأكثر كبار السن يتوفون بهذه الطريقة دون أن يشعر بهم أحد، سوى بعد أيام إن لم يكن بعد أسابيع.