مهرجان الجونة السينمائى 2021: بين السخرية والشماتة والإشادة

تقام هذه الأيام فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي الذي يستمر لمدة أسبوع في منتجع سياحي بالقرب من مدينة الغردقة المصرية.

وكعادة كل سنة، يثير المهرجان سجالا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويطرح أسئلة حول أهمية المهرجانات السينمائية، وتأثيرها على صناعة السينما

كما عودنا هذا الملتقى الفني على يكون حدثا جذابا يستقطب جمهورا بدا أنه مهتم بالتعليق على إطلالات الفنانين أكثر من التركيز على ما يعرض من أعمال.

لكن هذا العام بدأ الحديث والجدل حول المهرجان قبل انطلاقه وقبل استعراض الفنانين المشاركين إطلالاتهم على السجادة الحمراء.

فقد استهل متابعو المهرجان حديثهم هذه السنة بأخبار”حريق الجونة” وهو حريق محدود نشب في قاعة العرض الرئيسية قبل ساعات من افتتاح المهرجان.

وتمكنت فرق الإطفاء من السيطرة على الحريق سريعا دون وقوع خسائر كبيرة.

لكن الضرر الذي طال قاعة العرض الرئيسية، دفع البعض بتوقع تأجيل الافتتاح، فانبروا بنشر صور كاركتورية تعبر عن “فرحتهم” بالحريق و”شماتتهم” في منظمي المهرجان ورواده.

إلا أنهم تفاجأوا لاحقا بانطلاق المهرجان وبعودة القاعة الرئيسية إلى وضعها الطبيعي كأن شيئا لم يكن.

وقد احتفى رجل الأعمال نجيب ساويرس، الذي أسس ومول المهرجان مع شقيقه سميح، بنجاح عملية احتواء الحريق، فنشر تغريدة مصحوبة بصورة للقاعة بعد إعادة طلائها. وعلق مازحا: أين الحريق؟”

أخبار الحريق خمدت ما إن انتشرت صور المبنى مؤمنا مجددا لكن النقاش احتد بين رواد المهرجان ومتابعيه عبر موقع تويتر، ليتخذ أبعادا أخرى.

مع بداية أزمة الحريق والكلام عن إمكانية تأجيل الافتتاح، قال نجيب ساويرس إن الافتتاح سيتم في موعده لكن من الممكن أن تطرأ بعض التغيرات على التنظيم.

ومن التغييرات التي ذكرها أن الضيوف الـ VIP (الشخصيات المهمة جدا) قد يضطرون للجلوس مع الناس الطبيعيين”.

وقوبل تصريح ساويرس بالكثير من ردود الفعل المستنكرة والساخرة.

وفي تدوينة أخرى، انتقد المنتج المصري، محمد العدل، التعليقات الشامتة في الحريق، وكتب بلهجة عامية: “قبل ما تنصبوا فرح (حفلا) بسبب ما حصل في الجونة وأنه انتقام ربنا بسبب الفساتين.. تذكّروا إن فيه رافعة وقعت في الحرم المكي وقُتل وأصيب الكثير بملابس الإحرام.. والأمثلة كثيرة…”

أغضبت هذه التدوينة كثيرين ممن أعادوا نشرها مرفقة بتعليقات ترفض “المقارنة بين الفعاليات الفنية وأداء الشعائر الدينية”.

ويبدو أن التعليقات الغاضبة دفعت محمد العدل إلى حذف تدوينته ونشر اعتذار ينفي فيه نيته عقد مقارنة بين الحدثين.

في حين أشاد آخرون بكلام العدل باعتباره “ردا أفحم المنتقدين للإطلالات الفنانات” خاصة أولئك الذين وصفوا الحريق بأنه “غضب إلهي من المهرجان”.

وفي تعقيبه على ما حدث، وصف الناقد الفني طارق الشناوي الشامتين في الحريق بأنهم ” فئة محدودة تُحرم الفن”.

وما إن انطلق المهرجان حتى تصدرت الفنانات قائمة المواضيع الأكثر تداولا عبر مواقع التواصل الاجتماعي في عدة دول عربية.

وخلافا لزملائهن الرجال، تتعرض الفنانات لهجوم بأقذع الصفات من قبل فئات مختلفة ترى في إطلالاتهن وملابسهن “جرأة مبالغة تنافي قيم وعادات المجتمعات العربية المحافظة”.

هذه السنة لم تنجو المشاركات في المهرجان من سهام النقد، إذ انتشرت عبارات من قبيل ” مولد سيدي العريان” و”ما هذه الملابس الخادشة للحياء” و”أين الأزهر مما يحدث؟”.

في المقابل دافع آخرون عن حق النجمات في ارتداء تلك الملابس رافضين الأحكام التي يطلقها من يسمونهم بـ”حراس الأخلاق، وكارهي المرأة”.

إلا أن البعض الآخر يرى في ذلك النقاش المتكرر حول أزياء الفنانات انعكاسا “للعلاقة الطردية بين طبقات المجتمع المصري خاصة بين نجوم الفن والجماهير”.

بينما قلل آخرون من تلك الرؤية، قائلين إن الأمر لا يعدو أن يكون حدثا ترفيهيا يلجأ له البعض لكسر حالة الملل.

ويجد كثيرون في مهرجان الجونة وغيره من الفعاليات، فرصة لإطلاق النكات وتركيب الرسوم الساخرة التي تحاول محاكاة إطلالات النجوم وتصريحاتهم المثيرة للجدل.

وقد استحوذ فستان الفنانة المصرية نجلاء بد، وقبعة الفنانة اللبنانية مايا دياب على اهتمام المغردين الذين رصدوا أغرب تقاليع الموضة في المهرجان.

من ناحية أخرى، أشاد مغردون بالإجراءات التنظيمية للمهرجان الذي بات بحسب رأيهم ينافس كبريات المهرجانات السينمائية العالمية.

كما سلط آخرون الضوء على المنصات الداعمة لصناع الأفلام في المهرجان وقوائم الأفلام العالمية المعروضة في في هذه الدورة.

ومن هذا المنطلق، يقول بعض المتعطشين للسينما بأن المهرجان ساهم منذ انطلاقته في تطوير صناعة السينما.

لكن ثمة وجهة نظر أخرى ترى أن المهرجان لم يقدم أي جديد هذه السنة. فمن المعلقين من يعتبر أن المهرجان بات يرتبط أكثر بالسجادة الحمراء وبقائمة محددة من الوجوه التي تظهر في كل دورة.

ويأمل آخرون في أن يخصص جزء من الأموال التي تنفق على مهرجان الجونة في إنتاج أفلام سينمائية هادفة تضاهي أفلام الزمن الجميل وتلامس واقع المجتمع.

وفي السياق ذاته، أثار تصريحات النجم والممثل المصري أحمد السقا، حول سينما التسعينيات جدلا واسعا.

فخلال كلمة ألقاها بمناسبة تكريمه في الدورة الـ٥ من مهرجان الجونة، قال السقا إن ” السينما المصرية عانت من الاختناق حتى جاءت الانتعاشة مع فيلم إسماعيلية رايح جاي” وهو ما اعتبره البعض انتقاصا من تاريخ السينما المصرية السابق.

لاحقا أوضح السقا، خلال مؤتمر صحفي، أنه كان يتحدث عن التقنيات ودور العرض مضيفا بأن “الأفلام قبل إسماعيلية رايح جاى لم تأخذ حقها من الإمكانيات والتطوير، فكانت قدرات الفنانين عالية ولكن بدون إمكانيات تقنية متطورة”.

وفتح حديث السقا النقاش حول آليات تطوير السينما المصرية والفترة التي ميزت سينما التسعينات وما قبلها.

– BBC News عربي

Check Also

النمسا ترسل 81 جندياً إلى مهمة الأمم المتحدة في لبنان

أرسلت النمسا 81 جندياً، من بينهم 10 سيدات، للانضمام إلى قوة الأمم المتحدة المؤقتة في …