يقول الكاتب السويدي ” دانيال هاوليت” أن دول الشمال الأوروبي هي دول اسكندنافيا ، وهي عرق بشري لسلالة جرمانية أوروبية ،وتشمل السويد والنرويج والدنمارك ويمكن إضافة فنلندا اليهم جغرافيا ، وفي حقيقة الأمر فأن اسكندنافيا شعوب ليست عريقة ، و لم تستطيع إقامة حضارة مزدهرة أو ثقافة وتراث حضاري لصعوبة الحياة فيها فيها
ووفقا للكاتب :- فلو وقفت في شارع Drottninggatan في العاصمة ستوكهولم وهو واحد من أهم شوارع العاصمة للتسوق وأكثرها أزدحام وسألت أي شخص سويدي “ماهو الشيء السويدي الحقيقي ” ؟ فلن تجد أي إجابة ! .. لآن الحقيقة أن لا شيء مطلقاً يمكن أن يكون سويدي لا يوجد شيئ سويدي في ثقافة بلادنا التي نطلق عليها الثقافة السويدية ” .
ويشرح الكاتب أن هذا الواقع ليس مُعيب وليس غريب فكثير من الدول مثل السويد ، ولكن من الغريب ظهور نزعة قومية متطرفة في السويد تطالب بالمحافظة على الثقافة والحضارة السويدية من الأغراب ! .. والسؤال هو ” ماهي الثقافة والتراث السويدي” وماهي القومية السويدية ؟
السويد كدولة بمجتمع وقومية راسخة لم تظهر إلا خلال القرون الأربعة الماضية ، حتى اللغة السويدية التي نتكلمها اليوم عمرها لا يتجاوز 400 عام ، لا يوجد حضارات أُقيمت في السويد لتترك لنا إرث حضاري كا التي في إيطاليا أو اليونان ، أو ثقافات ذات عمق تاريخي مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإسبانيا …
هذا الإسقاط التاريخي يشير أن السويد لا تملك ثقافة راسخة ، ولكنها لديها مجتمع حديث ترسخت فيه مفاهيم الحريات والسلم والرخاء الاجتماعي وهي توليفة من الثقافة الأنجلو سكسونيا ومن خلال هذه المنظومة تحاول السويد رسم ثقافتها الخاصة بثقافات الآخرين الذين جاؤو للسويد كمهاجرين أو مستثمرين أو وافدين لريادة الأعمال ، وهم يحملون أرث ثقافي وحضاري ، حيث يقول عالم الحضارات السويدي ” ايمي ليسون” أستاذ علم الحضارات من جامعة لوند ” أن كل ما يوجد بدول السويد والنرويج والدنمارك ” لا علاقة له بشعوب اسكندنافيا القديمة.
ويؤكد العالم السويدي ، أن كل شئ تفتخر به دول اسكندنافيا أو يعتقد أنه سويدي ، ، من الديمقراطية والفنون والثقافة والأدب ، وأجازة الوالدين إلى كرات اللحم والكباب والفلافل والسمك والمعجنات والطعام والعادات اليومية والملك الذي يحكم السويد ، كلها قد تم استيرادها من بلدان أخرى ، وثقافات وحضارات أخرى وتم تطويرها أو تعديلها لتلائم المجتمع السويدي ،و في حقيقة الأمر لا يوجد في حياة شعوب اسكندنافيا اليوم ما هو من تراثهم .
وفي نهاية المقال يقول الكاتب إن الدول الإسكندنافية “تم إحضارها إلى هنا، شيئًا فشيئًا من قبل أشخاص عاديين مهاجرين وافديين ورواد أعمال ، نقلوا أفضل ما لديهم من بلادهم للسويد ” . ومع الوقت أصبحت هذه العادات تراث اسكندنافي حديث وليس إرث ثقافي كما يحاول اليمين المتطرف خداع المواطنين السويديين .
ويعلق الكاتب ساخراً ولكن ربما تظل ظهور الفتيات السويديات الشقراوات في صور حول العالم كتأكيد أن إسكندنافيا شقراء كما يروج لذلك المتطرفين الجدد !
الكثير من السويديين انتقدوني في حوار مفتوح على السوشيال ميديا ، حول فكرة أن السويد لا تملك شئ سويدي حقيقي ! ، بدعوى أنه يضر بالثقافة والتاريخ الإسكندنافي .وعلق بعض المنتقدين قائلا بغضب “إذا لم يكن هناك شيء سويدي يجب أن يكون اسمنا People Immigrants .. وكانت إجابتي فليكن إذا كان هذا ما يعبر عن الحقيقة وقبول الآخر !
منقول – وكالات