مقابلة حصرية لصحيفة نمساوية مع المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد

ذبيح الله مجاهد هو المتحدث الرسمي باسم حركة طالبان في أفغانستان، والناطق الرسمي لها، ما الذي ينوي الإسلاميون فعله؟ حيث إلتقى به الصحفي شمس الحق لإجراء مقابلة في خاصة لصحيفة Kronen Zeitung النمساوية، في ظل ظروف تهدد حياته.
‏Krone “: السيد ذبيح الله مجاهد، الأوروبيون على وجه الخصوص يتساءلون ماذا تخطط طالبان لفعله في كابول، وإلى أين سيقودهم حكمهم؟
ذبيح الله مجاهد: نحن بصدد تشكيل الحكومة، ثم ستعود الحياة إلى طبيعتها، ويوجد بالفعل مستوى عالٍ من الأمن في كل مكان في أفغانستان، بما في ذلك كابول.
لا يحب أن تحصل على هذا الانطباع بما حدث في المطار، لقد مات العشرات من الأشخاص هناك مؤخراً، ويبدو أن “داعش” على علم بذلك
هذا صحيح، لكن حدث ذلك حيث يتولى الأمريكيون زمام الأمور، وعندما نقلت الولايات المتحدة قواتها من كابول إلى المطار، اتصلوا بكل من أراد الذهاب إلى أمريكا أو أوروبا، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الفوضى التي يمكن أن تستخدم للإرهاب، وتدين حركة طالبان بشدة الهجوم على المدنيين في مطار كابول، وتولي الحركة اهتماماً كبيراً بسلامة مواطنيها، وعندما نتولى السيطرة على البلاد، فإننا سنمنع مثل هذه الأعمال وباستثناء ماحدث في المطار، فإن كابول آمنة، وهذا ينطبق أيضا على باقي المناطق.

لماذا تعتقد أن الأفغان يتركون وطنهم ويريدون السفر إلى الخارج ؟

البعض خائف بسبب الدعاية ضدنا، و يريدون المغادرة، رغم أننا وعدناهم بسلامتهم، آخرون يريدون فقط الهجرة إلى أوروبا أو أمريكا، هذا ليس بجديد، لطالما حاول الشباب على وجه الخصوص الوصول إلى أوروبا عبر تركيا واليونان، هذه ليست مشكلة أفغانستان فقط، كما يوجد فقر في باكستان وبلدان أخرى، يريد الكثيرون الآن اغتنام الفرصة للهروب منها، وقد أدى ذلك إلى اندفاع هائل للهجرة.

هل ستتركون الأفغان الراغبين في السفر يذهبون؟

من ناحية، لدينا أشخاص يريدون المغادرة بشكل غير قانوني، هذا غير مسموح به، وأولئك الذين ليس لديهم وثائق ويريدون السفر إلى الخارج دون أدنى شك، يعانون من ظروف بائسة هنا، والكل يعرف ذلك، لكن من يستطيع إبراز جواز السفر غربي والتأشيرة له الحق في ذلك، ومن حيث المبدأ، ينطبق ما يلي: الأفغان لهم الحق في السفر أينما يريدون، لكن ليس الآن مع كل الفوضى في المطار، ونحن نحاول حل هذا الاندفاع هناك، كما أن أولئك الذين ليس لديهم أي وثائق يجب ألا يذهبوا إلى المطار، نحن لا نسمح بذلك، وفي وقت لاحق سوف نجد طريقة لأولئك الذين يريدون المغادرة.
يشكل اللاجئون الأفغان مشكلة دائمة بالنسبة لألمانيا والنمسا، لذا، لنعد إلى النقطة الأساسية: هل ستسمحون للناس بمغادرة البلاد؟ نعم او لا؟
لسنا سعداء لأن الناس يغادرون أفغانستان، ويجب عليهم البقاء، نحن نحاول إبعاد الخوف عن أولئك الذين يقلقون، ولا نشعر بالسعادة عندما يسافر الأفغان إلى الخارج.

هل تريدون بقاء الأفغان؟

بطبيعة الحال، هدفنا ألا يغادر الأفغان وطنهم، ولا يسلكوا طرق هروب بائسة، نحن نعلم أن الوضع في أوروبا ليس وردي بالنسبة للاجئين، حيث يتم إيواء النساء والأطفال في ملاجئ جماعية مروعة، وأفغانستان بلدنا المشترك، ويجب على الأشخاص الذين يريدون مغادرة البلاد التحلي بالصبر، وسوف يتعافى اقتصادنا، وسيتم خلق فرص العمل،  بعد استقرار الوضع الأمني ​​بالفعل .
هل ستستعيد حكومتك المواطنين الأفغان إذا لم يكونوا مؤهلين للحصول على اللجوء في ألمانيا والنمسا وربما ارتكبوا جرائم جنائية؟
نعم طبعاً، وسوف يتم تقديمهم إلى المحكمة، ويجب على المحكمة أن تقرر كيفية المضي قدماً معهم.

ما رأيك في أن الأمريكيين كانوا يعتزمون البقاء في أفغانستان لمدة 20 عاماً تقريباً؟

هذا يرجع في المقام الأول إلى أسباب جيواستراتيجية، لقد أرادوا أن يكون لديهم قواعد هنا، للبقاء إلى الأبد، وللسيطرة على الدول الآسيوية وغير الآسيوية الأخرى من هنا، لكن الشعب الأفغاني يتوق إلى الحرية ولا يتسامح مع القوى الأجنبية، نحن قاومنا الأمريكيين وأجبرناهم على سحب قواتهم، وخلال عشرين عاما لم يفعل الأمريكيون شيئاً لنا سوى استمرار الحرب وقصف الشعب وتدمير الاقتصاد، وتم زيادة الفقر وإنتاج المخدرات، إن بؤس الحاضر هو إنجاز 20 عاما من الاحتلال الأمريكي.
يُنظر إلى حقوق المرأة في أفغانستان بشكل نقدي في جميع أنحاء العالم، ولا سيما في سياق حركة طالبان، طالبان تجبر النساء على ارتداء الحجاب، يُنظر إلى النساء على أنها ليس لهن حقوق، هذا الموضوع يناقش في ألمانيا والنمسا، وتتساءل وسائل الإعلام عن شكل مستقبل المرأة في أفغانستان، ما هي ضمانات حقوقهن وما هي فرص تدريب النساء؟
سنؤمن جميع الحقوق التي يحق للمرأة الحصول عليها بموجب الشريعة الإسلامية، النساء مواطناتنا، ولديهن الحق في العيش بشكل جيد في بلدنا، فقهنا وتقاليدنا ليست ضد المرأة، وهذه الحقوق موجودة لمساعدة النساء على العيش والشعور بالأمان، سنمنح المرأة حقوقاً إسلامية، ونمكّنها من التعليم وسنخلق ظروفاً خاصة بها للعمل، ونحن بصدد ترتيب كل شيء.

كيف ستحل الخلاف مع أحمد مسعود؟ طالما أنه يحكم اقليم بنجشير، فلن يكون هناك سلام في أفغانستان؟

لا مشكلة، في منطقة صغيرة في بنجشير يوجد شخصان ضدنا، أحدهما أحمد مسعود والآخر أمر الله صالح، لقد وصلت قواتنا للتو إلى بنجشير من أربع جهات، لكننا لا نريد أن تستمر الحرب هناك، نريد إيجاد حل من خلال الحوار، وإذا فشلنا في القيام بذلك، فيمكننا حل المشكلة عسكرياً وبسرعة.

كيف تدير صراعك مع داعش؟ يتوقع الأوروبيون أن ينجذب أنصار داعش بشكل متزايد إلى كابول!

كما قلت: لا وجود لداعش في بلدنا الذي نحكمه، وعاد الآن بعض الأفغان الذين كانوا جزءاً من داعش في سوريا والعراق، لكننا لا نرى خطراً منهمو ولن يتسببوا في أي مشاكل في أفغانستان.

هل تجري محادثات مع داعش؟

لا يسعني إلا أن أكرر ما قلته، فلا وجود لداعش في أفغانستان، فمع من نتحدث؟ إذا كان لا يزال هناك أي مؤيدين متناثرين لداعش موجودين هنا، فلن يتمكنوا من فعل أي شيء، الوضع تحت السيطرة.
نقلاّ عن موقع – INFOGRAT

شاهد أيضاً

النمسا – حلول رقمية مبتكرة لتقليل انبعاثات قطاع التنقل

دشنت النمسا برنامجا جديدا للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة في مجال التنقل، يركز على تحقيق …