لم تعد فيضانات شهر يوليو 2021 مقتصرة على غرب ألمانيا وإنما ضربت جنوبها وشرقها أيضاّ وامتدت إلى شرق أوروبا، بينما تواصل أعداد الضحايا ارتفاعها. والمستشارة ميركل تعتزم اليوم الأحد القيام بزيارة إلى المناطق المنكوبة.
ارتفعت حصيلة الفيضانات الجارفة التي اجتاحت ألمانيا إلى 156 قتيلا على ما أفادت الشرطة صباح اليوم الأحد الموافق 18 من يوليو2021، ما يرفع الحصيلة الإجمالية في غرب أوروبا إلى ما لا يقل عن 183 قتيلا.
وفي النمسا تمت تعبئة فرق الإطفاء في منطقتي سالزبورغ وتيرول، فيما غمرت المياه المدينة القديمة في هالين.
وكتب سيباستيان كورتس رئيس الوزراء النمساوى في تغريدة “تتسبب أمطار غزيرة وعواصف للأسف بأضرار جسيمة في عدة مناطق من النمسا”.
من جهة أخرى شهدت مدينة سالزبورج النمساوية، فيضانات وانهيارات أرضية، وغمرتها بالمياه – ولا يزال تحذيرات الحماية المدنية لمناطق الأزمات فعال، حيث طُلب من السكان البقاء في المنازل وعدم دخول كراجات السيارات والأقبية تحت الأرض وكذلك الابتعاد عن سدود الأنهار.
مدينة سالزبورج النمساوية الأن
وجارى العمل على أنشاء أماكن للطوارئ داخل النمسا الذين لم يتمكنوا في البداية من الوصول إلى منازلهم ، زحسب مصدر الأرصاد الجوية سوف يستمر هطول الأمطار حتى ظهر الأحد على الأقل، ومن المتوقع أن يهدأ الوضع في المساء فقط، وحتى ذلك الحين، يُطلب من السكان تجنب الرحلات والمشي غير الضرورية.
وفي ولاية راينلاند الألمانية -بفالتز وحدها، أعلنت الشرطة في بيان مقتل 110 أشخاص، مقابل 98 قتيلا وفق الحصيلة السابقة
وأوردت الشرطة في البيان “يُخشى أن يتم إحصاء المزيد من الضحايا”، مشيرة إلى إصابة ما لا يقل عن 670 شخصا بجروح في الولاية.
ولا تزال شبكات الكهرباء وخطوط الهاتف معطلة في العديد من المناطق المحيطة. وأعلنت حالة الطوارئ الكارثية مساء السبت في منطقة بيرتشسغادنر لاند في بافاريا العليا بألمانيا بسبب الفيضانات مع وفاة شخصين في المنطقة.
وقالت ألكسندرا روتينبوتشنر المتحدثة باسم مكتب مقاطعة بيرتشسجادنر لاند أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت حالتي الوفاة نتيجة الفيضانات أم لا.
وأخيرا إلى الشرق على الحدود بين ألمانيا والجمهورية التشيكية، ارتفع مستوى المياه في منطقة ساكسن مساء السبت، ما تسبب في أضرار.
زيارات رسمية إلى المناطق المنكوبة
ومن المقرر أن تزور المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل المناطق المتضررة من الفيضانات بولاية راينلاند-بفالتس اليوم الأحد.
وتعتزم ميركل زيارة بلدية شولد، التي تضررت بشكل كبير، للاطلاع على الوضع. ومن المقرر بعد ذلك أن تصدر بيانا صحفيا في آدناو- جنبًا إلى جنب مع رئيس حكومة الولاية مالو دراير ووزراء راينلاند-بفالتس الآخرين.
وكان الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير قد زار بالفعل يوم السبت المنطقة المنكوبة في شمال الراين-ويستفاليا على نهر إرفت ودعا إلى التضامن والتبرعات للضحايا.
من جهته، أعلن وزير الداخلية الاتحادي هورست زيهوفر عن نيته زيارة ولايتي شمال الراين-ويستفاليا وراينلاند-بفالتس يوم غد الاثنين.
“جزب الخضر” يطالب بتسريع المساعدات
إلى ذلك، دعا حزب الخضر في ألمانيا إلى تسريع جهود الإغاثة من الكوارث وتقديم مساعدة سريعة للمتضررين من الفيضانات التي ضربت غربي ألمانيا، وبذل جهد مشترك للحماية بشكل أكبر ضد آثار تغير المناخ. وقال زعيم حزب الخضر الألماني، روبرت هابيك، في ترحيب بمؤتمر حزبي صغير عبر الإنترنت لحزب الخضر في بافاريا يوم السبت إنه وقبل كل شيء فإن إنقاذ الأرواح مازال هو الأولوية حاليا.
وتابع أنه يأتي بعد ذلك مساعدة أولئك الذين تم إنقاذهم بسرعة وبشكل غير بيروقراطي. ثم يجب توفير مساحة أكبر للحماية من الفيضانات من جهة ومن جهة أخرى فإن هناك حاجة لبذل جهود أقوى للحماية بشكل أكبر ضد آثار تغير المناخ والكفاح المشترك ضد الاحتباس الحراري.
وأوضح هابيك أن كارثة الفيضانات ليست فقط بسبب تغير المناخ، ولكن هناك عوامل مختلفة اتحدت مع بعضها البعض.
وقال إنه مع ذلك فإن الزيادة في الظواهر الجوية المتطرفة تظهر أن المناخ يزاد احترارا أكثر فأكثر، محذرا من أن “كل شيء سيصبح أكثر تطرفا”.
وتابع أنه يجب علينا أن نتحرك الآن في التوسع في استخدام الطاقة المتجددة ودعم أن يكون الاقتصاد والنقل محايدا بالنسبة للمناخ وذلك ليس من أجل مصلحة الأجيال القادمة فقط، ولكن أيضًا من أجل مصلحتنا.