حضر الآلاف يوم أمس الأحد الموافق 11 من يوليو 2021 ، لإحياء الذكرى الـ26 للإبادة الجماعية في سربرنيتسا، والتي راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف بوسني على يد القوات الصربية ، التي ما زالت تسبب انقساما عميقا في البلاد بعد أكثر من ربع قرن على وقوعها. معظم الضحايا كانوا قد قتلوا بالمئات رميا بالرصاص على يد قوات صرب البوسنة التي استولت على المدينة في 11 يوليو 1995. واعتبرت المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة هذه المجزرة إبادة جماعية.
نظمت الفعالية في ميدان “هيلدين بلاتس” الشهير بوسط العاصمة فيينا أمام القصر الجمهورى النمساوى، حيث شارك فيها العضو الكرواتي بالمجلس الرئاسي للبوسنة والهرسك، زيليكو كومسيك، وسفير البوسنة في فييناـ كمال كوزاريتش ونائب بلدية فيينا المهندس عمر الراوى ، ورفع المشاركون في الفعالية الأعلام البوسنية ولافتات تدعو لعدم نسيان ضحايا المجزرة
في يوليو 1995 قبل خمسة أشهر من نهاية حرب البوسنة (1992-1995)، قتلت قوات صرب البوسنة أكثر من ثمانية آلاف رجل وفتى بوسنيين في منطقة سربرنيتشا ، بقيادة راتكو ملاديتش،بعد إعلانها منطقة آمنة من قبل الأمم المتحدة.
وارتكبت القوات الصربية خلال أيام، مجزرة جماعية راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف بوسني، تراوحت أعمارهم بين 7 إلى 70 عاما، وذلك بعدما قامت القوات الهولندية العاملة هناك بتسليم الآلاف من البوسنيين إلى القوات الصربية.
كان أغلب ضحايا هذه المجزرة قد اعتقلوا ثم قتلوا بإطلاق الرصاص عليهم بالمئات ودفنت جثثهم في عشرات الحفر الجماعية من قبل قوات صرب البوسنة التي استولت على المدينة في 11 تموز/يوليو 1995.
واعتبرت المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة هذه المجزرة إبادة جماعية. وحكم على الرجلين السابقين السياسي والعسكري لصرب البوسنة رادوفان كرادجيتش وراتكو ملاديتش، بالسجن مدى الحياة، خصوصا بسبب هذه المجزرة.
لكن ما زال القادة السياسيون للصرب في البوسنة وصربيا يقللون من خطورة المجزرة ويرفضون اعتبارها إبادة جماعية. وقال العضو الصربي في الرئاسة الجماعية للبوسنة ميلوراد دوديك السبت “لم تكن هناك إبادة جماعية”. وأضاف في تصريحات نقلها موقع التلفزيون الصربي في البوسنة “هناك عناصر تشير إلى أن هذه النعوش فارغة (…) ويضعون أسماء لها”.
ودعا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل والمفوض المكلف سياسة الجوار والتوسع أوليفر فارهيلي السبت القادة السياسيين في البلقان إلى التصدي “لجذور الكراهية التي أدت إلى الإبادة الجماعية”.
وأكد بوريل وفارهيلي أنه “لا مكان في أوروبا لإنكار الإبادة الجماعية وتحريف الوقائع وتمجيد مجرمي الحرب”.