تعرف على أقوى طائرات السيرة في العالم، وأكثر الدول تقدماً بهذا المجال غيرت الحروب

طائرة مسيرة أمريكية من طراز ريبار

لم تغير الطائرات المسيرة نتائج الحروب مؤخراً، فقط، بل غيرت موازين القوى بين الدول أيضاً، ولذا فإن معرفة أقوى طائرات مسيرة في العالم، أمر مهم في تقدير موازين القوى العسكرية الحالية.

وتسهم الطائرات المسيرة بأدوار في جميع أشكال المعارك الحديثة تقريباً؛ فبدءاً من المراقبة ووصولاً إلى خوض القتال المباشر، أعادت الطائرات المسيرة تشكيل الطريقة التي تُخاض بها الحروب.

تقرير لموقع مجلة The National Interest الأمريكية، عرض لمجموعة من أقوى الطائرات المسيرة  في العالم، التي دخلت الخدمة بالفعل، وهي طائرات كلها أمريكية.

ولكن رغم  التفوق الأمريكي في هذا المجال، فهناك قوى أخرى تنافس واشنطن، إلا أن هذه القوى لا تضاهي القدرات العسكرية الأمريكية لكن بعض هذه القوى لديها ميزة لا تتوفر لطائرات أمريكا المسيرة، وهي رخص الأسعار، وهي ميزة تحظى بأهمية في الطائرات المسيرة أكثر من أي سلاح آخر.

أقوى الطائرات المسيرة في العالم

الطائرة إم كيو-9 ريبر والطائرة جي دي أفينجر: قدرات فتك استثنائية

تعد إم كيو-9 ريبر الطائرة المسيرة المسلحة التي تستخدم في الخطوط الأمامية بالنسبة لسلاح الجو الأمريكي. صُممت الطائرة لتكون نسخة مطورة من الطائرة إم كيو-1 بريداتور، وتستطيع إم كيو- 9 ريبر حمل مزيد من الذخائر؛ مما يسمح لها بالوفاء بمهمات القتل التي تُوكل إليها بوصفها طائرة مسيرة قاتلة. وبينما تستطيع نسخة بريداتور حمل صاروخين هيلفاير أو قنابل صغيرة، تستطيع نسخة ريبر حمل ضعف كمية صواريخ هيلفاير وقنابل أكبر تصل إلى 500 رطل.

النسخة المطورة من إم كيو-9 ريبر هي الطائرة النفاثة جي دي أفينجر، التي يفترض أنها توفر قدرة أكبر على التحمل وكذلك كمية أكبر من الذخائر، إذ تصل إلى قنابل 1000 رطل.

حاز سلاح الجو الأمريكي على عدد محدود من الطائرة أفينجر لاختبارها، لكنها لم تقدم ترقية كبيرة قي قدرات المراقبة في المجالات الجوية المتنازع عليها، فلم يكن الغرض منها أن تكون تطويراً ملائماً للنسخة السابقة من الطائرة؛ ولذا فإن الطائرة إم كيو-9 ريبر تبقى الطائرة المسيرة القاتلة الأساسية التي تستخدمها القوات الأمريكية.

إم كيو-4 سي تريتون/آر كيو-4 غلوبال هوك: مراقبة طويلة المدى

من المثير للدهشة معرفة أنها طائرة مسيّرة من طراز قديم، فقد دخلت الخدمة لأول مرة عام 1998، لكن الطائرة غلوبال هوك تواصل تزعم الأجواء على صعيد الطيران على ارتفاع عال والصمود لوقت طويل دون التأثر، وذلك عن طريق التحسينات المستمرة.

وتتضمن هذه الترقيات رادارات مصفوفة الطور النشط، ومستشعرات مطورة ذات محورين، إضافة إلى تحسينات أخرى في قدراتها.

والطائرة أر كيو-4 تؤدي دوراً مماثلاً لما تقدمه الطائرة لوكهيد يو-2، على صعيد الاستطلاعات الاستراتيجية وجمع المعلومات الاستخباراتية، غير أن ثمة قليلاً من المعلومات المتاحة حول إسهاماتها للجهود العسكرية الحالية.

ولكن مع استمرار مبيعات هذا الطراز وترقيته، فمن المنصف أن تقول إن طائرة غلوبال هوك المسيرة لا تزال أفضل الطائرات المسيرة في العالم. أثبتت هذه الطائرات كذلك موثوقيتها في مرات لا تُحصى خلال العقدين الماضيين، ونظراً إلى أن الموثوقية تمثل سمة رئيسية بالنسبة للطائرات المسيرة التي تحلِّق على ارتفاع عال وتصمد لأوقات طويلة، فإن السجل الحافل للطائرة غلوبال هوك في هذا المجال يجعلها الأفضل في العالم.

إي إيه-18جي غرولير: محولة من طائرة يقودها البشر

على مدى طويل، استُخدمت الطائرات التقليدية المُحولة بوصفها طائرات مسيرة، لكنها تستخدم بصفة أساسية في الدور المخول لها. بيد أن اختبار الطيران الأخير للطائرة المسيرة إي إيه-18جي غرولير أظهر قدرات مذهلة، نظراً إلى أن مهام الحرب الإلكترونية ومهام قمع الدفاعات الجوية للعدو وتدميرها تحمل مخاطر كبيرة؛ لأنها تتطلب عادة الطيران مباشرة على ارتفاعات قريبة من الدفاعات الجوية للعدو.

طائرة EA-18 Growler الأمريكية

إذ إن تحويل البحرية الأمريكية هذه الطائرات إلى طائرات مسيرة قد يثبت أنها فتاكة، وإن كان ذلك سيحرم مستخدميها من مزايا التكلفة والمزايا الديناميكية الهوائية التي تكفلها الطائرات المصممة لأن تكون مسيرة من الأساس.

لكن طائرات غرولير المسيرة ليست مكتملة بخصائصها حتى الآن كي تدخل الخدمة، نظراً إلى أن الطائرة كانت مأهولة عند الإقلاع والهبوط خلال غالبية أوقات الاختبار الذي أجري في فبراير/شباط 2020. وخلافاً لذلك، تقدم طائرات غرولير أداءً يعد من بين الأفضل بالنسبة للطائرات المسيرة المتطورة تكنولوجياً التي تستخدم في ساحات القتال في يومنا هذا.

من ينافس على المركز الثاني بعد أمريكا؟

عندما ظهرت ضربات الطائرات بدون طيار الحديثة لأول مرة مع بريداتور بعد أسابيع قليلة من الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر/أيلول 2001، تم استخدامها من قبل الولايات المتحدة ضد خصومها من المتمردين والإرهابيين، مثل طالبان والقاعدة، وظل الأمر لفترة كان امتيازاً حصرياً لأمريكا.

لكن هذا يتغير مع انتشار تكنولوجيا الطائرات بدون طيار بين البلدان الأصغر أو الأقل تقدماً في بؤر الصراع الساخنة من ليبيا إلى جبال القوقاز.

وبينما فرضت الولايات المتحدة قيوداً صارمة على تصدير طائرات Predator وReaper UCAV باهظة الثمن إلى الحلفاء المقربين. فإن الصين وإسرائيل وتركيا طورت طائراتها بدون طيار الخاصة بها، والتي قامت بتصديرها على نطاق واسع (وفي الحالتين الأخيرتين، استخدمت على نطاق واسع).

ثلاث حروب

فقط في عام 2020 وحده، تم استخدام طائرات بدون طيار من هذه البلدان في ثلاث حروب بين الجهات الحكومية ضد بعضها البعض، وكان ذلك غالباً بتأثير حاسم.

نشرت الإمارات العربية المتحدة طائرات بدون طيار صينية الصنع من طراز Wing Loong العام الماضي في ليبيا لدعم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، حيث اشتهرت بضرباتها المميتة باستخدام صواريخ Blue Arrow الموجهة بالليزر.

ردت تركيا بدعم قوات حكومة الوفاق المعترف بها دولياً في ذلك الوقت ونشرت أسطولاً من الطائرات بدون طيار من طراز Bayraktar TB2 التي تم بناؤها محلياً، والتي طغت في النهاية ودمرت معظم أنظمة الدفاع الجوي للجيش الوطني الليبي الروسية، مما أجبر الجيش على إنهاء حصاره لطرابلس والانسحاب من قاعدة جوية رئيسية في مايو/أيار، حسب تقرير لموقع NBC News الأمريكي.

كما انقضت الطائرات التركية بدون طيار أيضاً في 2020 على قوات بشار الأسد في محافظة إدلب السورية، ودمرت أكثر من 100 مركبة مدرعة؛ مما أدى إلى توقف هجوم الأسد الناجح في البداية على معقل المعارضة هناك.

واستخدمت طائرة البيرقدار التركية، من قبل أذربيجان أيضاً، ولكنها لم تكن الوحيدة؛ إذ تكاملت معها طائرة هاروب الإسرائيلية (Harpy) بدون طيار المسؤولة، وهي “ذخيرة متسكعة” (أي تحوم انتظاراً لظهور الهدف)، تجمع بين جهاز التحكم عن بعد وخصائص التحمل الطويلة للطائرة بدون طيار وقدرات الضربة القاتلة للصاروخ الموجه.

تركيا أم الصين أم إسرائيل؟

أصبحت المنافسة على المركز الثاني في مجال الطائرات المسيرة بعد الولايات المتحدة محصورة بين تركيا وإسرائيل والصين.

وإضافة لنتائج حربي ليبيا والقوقاز، قد تمثل الصفقة البولندية الأخيرة لشراء طائرات بيرقدار التركية أفضل إجابة عن السؤال حول من يتفوق بين الدول الثلاث في مجال الطائرات المسيرة، فهي أول عملية تصدير لطائرات بيرقدار التركية لدولة عضو في الناتو.

وأصبحت تركيا رابع أكبر منتِج للطائرات بدون طيار في العالم، وحققت طائرات Bayraktar TB2 بدون طيار التركية نجاحاً دولياً على مدار العامين الماضيين، حيث حققت مبيعات في بولندا وأوكرانيا وقطر وأذربيجان والمغرب، وذلك بعد أن ساهمت في تغيير شكل المعارك بسوريا وأذربيجان وليبيا.

لقد زوَّدت صناعة الأسلحة في البلاد قواتها بشكل ثابت، بأكثر من 140 مركبة جوية قتالية بدون طيار، ليصبح أسطولها من المسيرات أكبر من إسرائيل والمملكة المتحدة.

ما هي ميزة الطائرات التركية؟ ليس قدراتها القتالية فقط

وقالت صحيفة Wall Steet Journal الأمريكية إن الطائرات المسيَّرة المنخفضة التكلفة التي تصنّعها تركيا، تعيد تشكيل ساحات القتال والجغرافيا السياسية.

تتوافر للطائرات المسيَّرة التركية ميزة مهمة، فبالنظر إلى تميُّز الصناعات التركية عسكرية ومدنية، بالتوازن بين التكلفة المنخفضة والجودة، فإن الطائرات المسيرة التركية تتسم بسعر تنافسي جداً.

إذ تبلغ تكلفة طائرات بيرقدار TB2 ما بين مليون دولار ومليونَي دولار لكل منها، وفقاً لتقديرات المحللين، وهو أقل بكثير، من 20 مليون دولار تقريباً لكل واحدة من الطائرات بدون طيارٍ المتقدمة، من صنع شركة General Atomics الأمريكية المتخصصة، التي اشترى الجيش البريطاني منها أسطولاً مكوناً من 16 نسخة.

ميزة السعر مهمة للغاية للطائرة بيرقدار، إذ بإمكان القوات العسكرية التي تستخدمها تحمُّل خسارة بعضها، خاصةً أنها لا تؤدي إلى خسائر بشرية بالنسبة لمشغليها.

وهو الأمر الذي جعل وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، يقول إن الطائرات التركية بدون طيار بيرقدار TB2 مثال على كيف أن الدول الأخرى “تقود الطريق” الآن.

فالطائرات بدون طيارٍ التركية ذات أسعار متوسطة مقارنة بالطائرات الإسرائيلية والصينية، حسب موقع Defense World.

إليك نقاط تفوقها على المنافسين الإسرائيليين والصينيين

قال كان كاساب أوغلو، مدير برنامج الأمن والدفاع في المركز التركي لدراسات الاقتصاد والسياسة الخارجية: “تعتبر الطائرات بدون طيارٍ التركية الصنع أغلى من الطائرات بدون طيارٍ الصينية ولكنها أرخص من الطائرات الإسرائيلية والأمريكية.

وبينما هي تتميز عن الإسرائيلية بالسعر المنافس، فإن الطائرات المسيرة التركية تتفوق على الصينية الأرخص منها في الخدمات التي تقدمها.

إذ لا تشارك الشركات المصنَّعة الصينية بعد، خدمة المبيعات مثل الشركات التركية، لذا فهم يفوّتون ردود الفعل لتحسين منتجاتهم”.

وبينما أثبتت الطائرات بدون طيار أمريكية الصنع قوتها في أماكن مثل اليمن وأفغانستان، فإن الصين وإسرائيل لم تقنعا العالم بعد بكفاءة تكنولوجيا الطائرات بدون طيار في جبهات المعارك الصعبة، حسبما تقول ميرف سيرين، محللة الدفاع بأنقرة، لـTRT World.

تركيا تراهن على طائراتها المسيرة الضخمة “أكينجي”

بالنظر إلى هذا السجل، فليس من المستغرب على الإطلاق أن تستثمر تركيا في طائرات بدون طيار أكبر وأكثر تقدماً مثل أكينجي (Akinci).

وبينما تمثل طائرات بيرقدار تي بي 2 المنتج التركي الأشهر، فإن أنقرة تراهن على الطائرة بيرقدار أكينجي Bayraktar Akinci الأكثر تطوراً، حسب مجلة Forbes الأمريكية.

ويبلغ طول جناحي أكينجي 65 قدماً (19.8 متر)، وهي مصممة لتتمتع بقدرة تحمل مذهلة تصل إلى 24 ساعة وتطير بارتفاع يصل إلى 40 ألف قدم (12192 متراً).

وستعمل المحركات التوربينية AI-450 الأوكرانية الصنع على تشغيل هذه الطائرات المسيرة الثقيلة.

الرئيس التركي وعدد من المسؤولين أمام الطائرة المسيرة أكينجي

ووفقاً للصحافة التركية، فإن “لديها محركان بقوة 450 حصاناً ولكن يمكن تجهيزها بمحركين بقوة 750 حصاناً أو محركات محلية بقدرة 240 حصاناً”.

ستحمل أكينجي مجموعة متنوعة من الأسلحة، بما في ذلك الذخائر الصغيرة الذكية بالإضافة إلى قنابل الأغراض العامة. وبحسب ما ورد يمكنها إطلاق الصواريخ التركية الصنع المضادة للطائرات وإطلاق صواريخ كروز طويلة المدى من طراز Roketsan SOM التركية الصنع والتي يمكنها ضرب أهداف تصل إلى 150 ميلاً، وبذلك قد تكون من أوليات الطائرات المسيرة التي تحمل صواريخ كروز.

كل هذا يجعلها منصة أسلحة رائعة للغاية. ربما يكون الأمر الأكثر إثارة للإعجاب هو الرادار التي ستتزود به الطائرة، حسب وصف مجلة فوربس.

كتب الخبير العسكري التركي ميتين جوركان: “ترى أنقرة أن أكينجي هي مركبتهم الجوية الرئيسية للاستحواذ على أهداف المراقبة والاستخبارات ومهام القيادة والسيطرة والاتصالات في العقد المقبل”.

هذه الطائرة ونظام الأسلحة الذي تحمله يمكن أن يكون فعالاً جداً في اكتشاف وتدمير الأهداف البرية الفردية، مثل مدافع الهاوتزر أو مدافع الهاون أو المعدات الخاصة مثل محطات الحرب الإلكترونية”، حسبما ذكر تحليل مؤسسة Jamestown.

 

 

شاهد أيضاً

النمسا – حلول رقمية مبتكرة لتقليل انبعاثات قطاع التنقل

دشنت النمسا برنامجا جديدا للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة في مجال التنقل، يركز على تحقيق …