لا يخلُّ التعري بالأعراف ولا يخدش الحياء في النمسا فهناك آلاف الأماكن التي تسمح بالتعري الكامل المختلط. ولكن هذا التعري يرتبط بتقاليد بسيطة وأماكن محددة. أما في البيت فللمرء أن يتعرى كما يشاء إذا لم يعترض جيرانه.
فعلى الرغم من وجود تحذير باللون الأحمر من عاصفة البرد التي تحل على النمسا يوم السبت الماضى ، تجرأ بعض الشباب من فيينا بالخروج في رحلة بالقارب من حى فلوريدسدورف ، وكما كان نصف الشباب عراة كما ولدتهم أمهم
رغم أنّ ألنمسا معروفة بمجتمعها المحافظ مقارنة بجارتها ايطاليا وكرواتيا الدافئة ، فإنها في نفس الوقت تبيح التعري طيلة أشهر السنة رغم أن معدلات درجات الحرارة السنوية تدور حول 13 درجة مئوية سنويا. في النمسا أماكن كثيرة يمكن أن يتعرى فيها المرء ويرى الآخرين أيضا عرايا حوله دون أن ينتابه الخجل ودون أن يتعرض للمساءلة القانونية.
فقد نشر مركز الأرصاد الجوية عدة تحذيرات باللون الأحمر من طقس فيينا يوم السبت الماضى. تم الإعلان عن موجة البَرَد والعواصف الرعدية – فهل كان الوقت مثالي لقيام الشباب بجولة صغيرة بالقارب؟ بدا أن بعض سكان حى فلوريدسدورف في فيينا يعتقدون ذلك ، أو حتى الخروج بالسيارة دون التحقق من أحوال طقس اليوم
خلع نصف الركاب ملابسهم كاملة على متن القارب في منطقة Kagranerbrücke التابعة للحى الواحد والعشرين Vienna-Floridsdorf. بعد أن أبحر ثلاثة رجال وامرأة فى نهر الدانوب القديم وهم عراة كما ولدتهم أمهم ، حيث يوجد على شواطئ جزيرة الدانوب شواطئ عراة بالتأكيد لا يعاقب عليها القانون ، فمن الممكن أن يكون هدف الرحلة إلى أحد المناطق المسموح بها بالتعرى في منطقة العراة في Gänsehäufel ، حيث يمكنهم الانغماس في عريهم مع الإفلات من العقاب ، وهذا لا ينطبق على جسر Kagraner الحاضع للحياة العامة بدون تعرى يا أولاد ؟؟؟
اشتهرت النمسا بعلامتها الفارقة FKKوهو المختصر لتسمية (ثقافة الجسد العاري)، وقد استمر العمل بهذه الثقافة على مدى عقود رغم الفوائد المعروفة للملابس لاسيما توفيرها الدفء ووقايتها من عوامل المناخ ( البارد الممطر غالبا في هذا البلد) وسترة العورات. وقد دخل العري كممارسة جماعية عامة إلى النمسا نهاية القرن التاسع عشر مع زوال التقاليد المحافظة من خطوط الموضة في ملابس النساء أولا وتلتها البساطة في ملابس الرجال.
النازية وضعت قيودا على حركة (ثقافة الجسد العاري)، ولكنها عادت إلى الحياة بعد الحرب العالمية الثانية في النمسا بل أنها شهدت انتشارا واسعا مع بداية الحلم الأمريكى
في عام 1963 انضمت الجمعية النمساوية للتعري إلى اتحاد الرياضة الاولمبية النمساوية، فسمح ذلك بإنشاء رابط بين التعري وبين أنواع من الرياضة. ورغم سعيها لاستقطاب أعضاء جدد في السنوات الأخيرة، فإن عدد أعضاء الجمعية لم يتجاوز 40 ألفا من جميع الأعمار، تجمعهم أندية خاصة يمارسون فيها كل الرياضة بدءا من المشي مرورا بالكرة الطائرة وصولا إلى السباحة ببزاة الميلاد ، بجانب أندية الساونا المختلطة