الصين محذرة مجموعة السبع: سيطرة المجموعات الصغيرة ولّت

غداة نقاشات دول مجموعة السبع حول خطط “بنك البنية التحتية” كبديل لمبادرة “طريق الحرير” الصينية، بكين تهاجم القوى العظمى وتشدد على أن الأيام التي كانت تقرر فيها مجموعات “صغيرة” مصير العالم قد ولّت منذ فترة طويلة.

حذرت الصين الأحد (13 يونيو/ حزيران 2021)، زعماء مجموعة السبع من أن الأيام التي كانت تقرر فيها مجموعات “صغيرة” من الدول مصير العالم قد ولّت منذ فترة طويلة، في هجوم على أغنى ديمقراطيات في العالم بعدما سعت لاتخاذ موقف موحد إزاء بكين

وقال متحدث باسم السفارة الصينية في لندن “لقد ولّت الأيام التي كانت تملي فيها مجموعة صغيرة من الدول القرارات العالمية”. وأضاف “نعتقد دائما أن الدول، كبيرة كانت أم صغيرة، قوية أم ضعيفة، فقيرة أم غنية، متساوية، وأنه يجب معالجة الشؤون العالمية من خلال التشاور بين كل الدول”.

ويعتبر بزوغ نجم الصين كقوة عالمية رائدة أحد أهم الأحداث الجيوسياسية في العصر الحديث إلى جانب سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991 والذي أنهى الحرب الباردة.

أول ردّ فعلي منذ 2013

يأتي ذلك، بينما تبحث مجموعة السبع، التي يجتمع قادتها في جنوب غرب إنجلترا، عن ردٍّ موحد على الحزم المتنامي للرئيس شي جين بينغ بعد الصعود الاقتصادي والعسكري المذهل للصين خلال الأربعين عاما الماضية.

وأعلنت بعض المصادر أن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو قاد المناقشات بشأن الصين أمس السبت.

ويريد قادة المجموعة، الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا واليابان، استخدام تجمعهم في منتجع كاربيس باي الإنجليزي ليظهروا للعالم أن أغنى الديمقراطيات يمكنها تقديم بديل لنفوذ الصين المتنامي.

والحلول المقترحة تتجلى في إنشاء برنامج استثماري ضخم، أو ما أطلق عليه “بنك البنية التحتية”، لتعبئة المليارات من الموارد العامة والخاصة لدعم المشاريع الكبرى في الدول النامية كبديل لمبادرة “الحزام والطريق” أو ما بات يعرف “بخطة طريق الحرير” بميزانية بلغت تريليونات من الدولارات.

وسيمثل هذا الجهد أول استجابة رئيسية من قبل الولايات المتحدة ودول مجموعة السبع الأخرى للمبادرة التي أطلقتها الصين عام 2013، والتي زادت بشكل كبير من نفوذها في جميع أنحاء العالم حيث وقعت أكثر من 60 دولة صغيرة على إنشاء مشاريع أو أعربت عن رغبتها في القيام بذلك.

منشأ كورونا

منشأ كورونا كان بدوره الملف الثاني الأبرز الذي ناقشه زعماء دول مجموعة السبع وعينهم على الصين، إذ كشف رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن مناقشات السبت شملت فرضية انتشار جائحة كوفيد- 19 بسبب تسرب من مختبر صيني.

ونقلت “وكالة الأنباء البريطانية بي ايه ميديا” عن تيدروس قوله “لقد أثير” و “تناقشنا بشأن المنشأ”.

ويأتي ذلك بعد دعوة وجهها الرئيس الأمريكي إلى من وصفهم بـ”الشركاء” في الضغط على الصين للمساهمة في تحقيق دولي شامل وشفّاف حول مصدر الفيروس، بينما أمر أجهزة بلاده بإجراء تحقيق حصر مدته في تسعين يوم. في المقابل رفضت الصين أي تورط لها في انتشار الفيروس واعتبرت هذه الفرضية  “تسيساً” للجائحة و”تحاملاً صريحاً” عليها.

ولم تعد فرضية تسرب الفيروس من مختبر ووهان مستبعدة، إذ قال تيدروس للصحفيين في قمة مجموعة السبع: “نعتقد أن كل الفرضيات يجب أن تكون مفتوحة، ونحن بحاجة إلى الانتقال إلى المرحلة الثانية لمعرفة المنشأ حقا”.

ملف المناخ

يذكر أنه وفي اليوم الثالث والأخير من القمة، يتناول قادة القوى العظمى الأحد حالة الطوارئ المناخية وآليات وقف تدهور التنوع البيولوجي بحلول العام 2030، عبر حماية 30% على الأقل من الأراضي والبحار. فيما ستُطلق لندن صندوقاً بقيمة 500 مليون جنيه استرليني (أكثر من 582 مليون يورو) لحماية المحيطات والنظم البيئية البحرية في دول مثل غانا واندونيسيا، كما أعلن عن ذلك في وقت سابق رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.

و.ب/ ا.ف (أ ف ب، رويترز، د ب أ)

 

 

Check Also

النمسا ترسل 81 جندياً إلى مهمة الأمم المتحدة في لبنان

أرسلت النمسا 81 جندياً، من بينهم 10 سيدات، للانضمام إلى قوة الأمم المتحدة المؤقتة في …