فيينا – بالصور قصر الشونبرون التاريخى.. قصر الموسيقى والإلهام في النمسا

قصر شونبرون النمساوي أحد أهم القصور العريقة في العالم، واكتسب شهرته من حدائقه الغناء وما بها من أجمل النباتات وأندرها، كما عرف أنه ملهم الموسيقيين ومنهم بيتهوفن وموزارت.  ولم يكن بناء هذا القصر العملاق سهلاً، بل مر بمجموعة من المراحل التي جعلته من أجمل قصور النمسا وأوروبا، إذ بدأ البناء فيه عام 1638 بأمر من القيصرة إليونورا غونزاجا، ولكن ما لبث أن تعرض للدمار عام 1683 خلال الحصار التركي لفينا.

وبعد أربع سنوات من الحصار، دبت الروح في القصر مجدداً، عندما تسلم المهندس المعماري يوهان فون إيرلاخ إذناً من القيصر ليوبولد الأول استكماله، وإيرلاخ كان أشهر معماري في زمانه، وتم الانتهاء منه في القرن الثامن عشر وتحديداً في 1743م، ليصبح تحفة معمارية تقاوم الزمن

يتكوّن القصر من 1445 غرفة، لا يمكن للزائرين التجول في أرجائها واكتشاف أسرارها جميعاً، فقط 45 غرفة يمكن الاطلاع عليها والاستمتاع بنقوشها الفنية، فضلاً عن الحدائق المحيطة بالغرف والفناء الداخلي

بعد الانتهاء من بناء القصر، عاشت بين جدرانه أشهر إمبراطورة في النمسا، وهي ماريا تريزا التي كانت أماً لـ 16 طفلاً، عاشوا جميعاً بالقصر حتى فارق آخرهم الحياة عام 1916.
ولم تجد الإمبراطورة ومن تبعها من حكام النمسا أفضل من شونبرون لإقامة الحفلات في ليالي الصيف، حتى أطلق عليه قصر الاستمتاع.

منذ عهد ماريا تريزا، أصبح القصر بشكله الحالي الذي يمتد على مساحة 160 هكتاراً، هو المقر الصيفي لأباطرة النمسا، حتى اعتبرته اليونسكو عام 1996 موقعاً للتراث العالمي، لما شهده من أحداث تاريخية.
وأشهر هذه الأحداث عندما كانت فيينا مركز الدبلوماسية الأوروبية، وفي هذا المكان وقع الحكام الأوروبيون على وثيقة مؤتمر فيينا عام 1814، عندما رفضت أوروبا هيمنة نابليون وفرنسا على زمام الأمور في أوروبا، فكان القصر شاهداً على هذا الحدث وما تبعه من مواقف لا تنسى.

ترك الموسيقار موزارت ذكرى خالدة في القصر عندما أحيا حفلاً موسيقياً وهو لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره في غرفة المرايا، وهي أحد أشهر غرف القصر، وتقع إلى جانب غرفة الرسم التي خصصها مصمم القصر لتستمع فيها الإمبراطورة ماريا تريزا وأطفالها الـ 16 بالرسم.
وكما أبدع موزارت في غرفة المرايا، استلهم الموسيقار بتهوفن جزءاً كبيراً من مقطوعته الشهيرة فيدليو بين جنبات القصر التاريخي، وكتبها وهو يجول في قصر الاستمتاع، لتعيش المقطوعة حتى الآن ويستمتع بها الملايين.

وقع الاختيار على بعض الحيوانات ذات الحظ الوفير لتعيش في أقدم حديقة حيوانات في العالم بالقصر، وما زالت هذه الحديقة تستقبل الزائرين حتى الآن، وتحظى حيواناتها باهتمام بالغ، وتمتد الحديقة الأقدم في العالم على مساحة 16 هكتاراً.

قاعات وغرف كثيرة في القصر، شهد كل مكان فيها حفلات فنية وليالي لا تنسى، كما كانت تلك الليلة الأشهر في تاريخ النمسا وفي قاعة الاستقبال المعروفة باسم الصالون الأزرق، حيث تحولت النمسا من دولة ملكية إلى جمهورية، عندما وقع آخر أباطرة النمسا على وثيقة تخليه عن العرش.
في هذا اليوم التاريخي انتقلت ملكية قصر شونبرون إلى الجمهورية النمساوية، وما زالت كذلك حتى يومنا هذا.

 

شاهد أيضاً

برعاية ريد بول النمساوى.. تفاصيل رحلة ثنائي الأهلي محمد هاني وكريم فؤاد إلى النمسا

يستعد ثنائي الأهلي المصري، للسفر إلى دولة النمسا للخضوع لكشف طبي واستكمال مرحلة التأهيل من …