كشف موقع “أرجور تسايتونج” السويسري، عن سر جديد من أسرار حرب الأيام الستة أو نكسة 67؛ حيث قال إن الاتحاد السوفيتي كان قد أرسل خطتين للهجوم علي إسرائيل لكل من سوريا ومصر توضح كيفية غزو إسرائيل، وتدمير المفاعل النووي الإسرائيلي “ديمونا”، معولًا علي أن الاحتلال الإسرائيلي هو العقبة الرئيسية لإرساء السلام في الشرق الأوسط.
ذكر الموقع أن الصحفيين الإسرائيليين، إيزابيلا جينور، وجدعون ريمز، نشرا كتابًا في 2007 يحمل عنوان “خفافيش في سماء ديمونا: المقامرة النووية السوفيتية في حرب الأيام الستة”، جاء فيه أن السوفيت كان لهم دور مهم في حرب الأيام الستة؛ حيث إنهم لم يرسلوا أسلحة ومستشارين لمصر وسوريا فقط، بل أيضًا خطة هجوم توضح كيفية غزو إسرائيل، فأرسلوا خطة تبدأ من مصر تحمل اسم “الفاتح” بينما أرسلوا إلي سوريا خطة أخري تحمل اسم “المنتصر”.
وأشار إلي أن روسيا خططت لتنفيذ عمليات برمائية بالقرب من حيفا يقوم بها “متوطعون روس”، بيد أنه تم نقل طائرات قاذفة للصواريخ من طراز “توبوليف تي يو-16” إلي أرمنيا، وكان من المقرر أن تلون “بالعلم المصري” في حالة الضرورة، كما أن التواجد لقوات البحرية الروسية في البحر المتوسط كان مكثفًا أكثر من أي وقت مضى.
وكان الهدف من الخطة هو تجريد إسرائيل من سلاحها النووي، ولهذا توجب علي مصر استفزاز إسرائيل لتدخل في حرب معها، وحينها يدمر المفاعل النووي الإسرائيلي “ديمونا” الكائن في صحراء “النقب”، وتعد التحركات الجوية الغامضة في مايو 1967 خير دليل علي ذلك؛ حيث قامت طائرات “الميج 25” عالية التقنية يستقلها طيارون روس بعملية استطلاع فوق المركز البحثي.
واستطرد الموقع: أن الروس كانوا يأملون في أن يطلق جيش الدفاع الإسرائيلي، صواريخ أرض جو من طراز “هوك” المضادة للطائرات؛ للتعرف على مواصفات الصاروخ، إلا أن الإسرائيليين لم يصنعوا ذالك المعروف لهم، بل إنهم نفذوا الهجوم ولكن ليس كما توقع السوفيت والحكام العرب.
وتابع الموقع: أنه مما لاشك فيه أن إسرائيل هي من بدأت حرب الأيام الستة في 1967، لافتًا إلي أن الضربات الاستباقية دائمًا ما تعد محل خلاف منذ قديم الأزل، إلا أن الضربة الاستباقية من قبل إسرائيل تعد من أكثر الحروب الاستباقية المسوغة في التاريخ؛ حيث إن إسرائيل كانت محاصرة بجيوش قوية العتاد وفيرة الأعداد_ حتى وأن كان ذلك علي الورق فقط.
وفيما يخص علاقة “نكسة 67” بعرقلة السلام في الشرق الأوسط قال الموقع: إن في يوم 5 يونيو 1967 هاجمت إسرائيل القواعد الجوية المصرية، و فقط بعد ستة أيام انتهت العرب، إلا أن الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي اللذين تبعا الحرب كانا ومازالا العقبة الرئيسة لإرساء السلام في الشرق الأوسط.
وأشار الموقع إلي أن الغزو الإسرائيلي كان ناجحًا جدًا؛ لاسيما أن إسرائيل احتلت سيناء والضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان والقدس الغربية، فبالنظر علي الخريطة يلاحظ التغيير الحدودي الواضح للإقليم؛ ولهذا السبب يتهم المؤرخون إسرائيل “بالإمبريالية”.
واختتم أن الاستيطان والاحتلال الإسرائيلي للمناطق الفلسطينية يعدان العقبة الرئيسية لإرساء السلام في الشرق الأوسط، فاختلطت “دموع الفرحة” بعد قضاء إسرائيل علي تهديد 67 “بدموع الحزن” فيما بعد؛ حيث لا يوجد أي حل للأزمات يلوح في الأفق بعد 50 عامًا من الحرب.