النمسا – بهذا الإجراءات الأحترازية يقضي المسلمون شهر رمضان في زمن كورونا!

للعام الثاني على التوالي يحل شهر رمضان المبارك في ظل سيطرة جائحة كورونا على المشهد العام. هنا في النمسا يتوقع الكثير أن إجراءات احتواء الفيروس تشمل تشديداً أكبر، بسبب ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات. فكيف سيقضي المسلمون شهر الصوم؟

للعام الثاني على التوالي يحل شهر رمضان على المسلمين تحت وطأة تدابير مكافحة وباء كورونا. وكما في العام الماضي، سيصاحب شهر الصيام هذا العام أيضاً عدد من القيود والإجراءات للتصدي للوباء، وعلى المسلمين التخلي عن الكثير من العادات والروحانيات الخاصة بشهر الصيام.

هنا في النمسا يتطلع حوالي 700 ألف مسلم لاستقبال هذا الشهر. غير أن قيود وإجراءات التصدي للوباء في النمسا تتجه حالياً نحو المزيد من التشدد، بسبب تصاعد عدد الإصابات والوفيات. فكيف سيقضي مسلمو النمسا شهر رمضان هذا العام في ظل استمرار تفشي وباء كورونا؟ لمحة موجزة عن بعض المعلومات والإجراءات التي تتبعها المساجد في النمسا هذا العام.

قبل بداية رمضان وكما في العام السابق تجدد النقاش في النمسا حول تأجيل الصيام بسبب استمرار جائحة كورونا. غير أن الهيئة الإسلامية الرسمية في النمسا، أعلنت في وقت سابق عن أن التأجيل العام للصيام ليس مطروحاً للنقاش، لكن كل من يعاني من الإصابة بفيروس كورونا معفى من شرط الصيام، لأن سلامة الجسد هي أولوية قصوى من وجهة النظر الدينية.

ونقلت الصحف النمساوية ،عن الهيئة الإسلامية الرسمية في النمسا وعن مجلس الأفتاء الأوروبى ، تشديدهما على ضرورة استبعاد مرضى كورونا وغيرهم من المرضى من الصيام، وبحسب تعاليم الدين الإسلامي فإنه يمكن للمرء تعويض الصيام بنوع من التبرعات في مثل هذه الحالات.

من جانبه أوضح رئيس الهيئة في تصريح إعلامى على أن من ظهرت عليه أعراض الإصابة بكورونا، يعد في حالة المرض وذلك عملاً بالنص القرآني “من كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر”. وأضاف ولا يكلف الإنسان أكثر من طاقته ولذلك من كان مريضاً ولديه أعراض كورونا أو أعراض مرض غيره، يجوز له الإفطار وقضاء تلك الأيام بعد التعافي”.

إلى جانب عبادة الصوم يرتبط شهر رمضان عند المسلمين بالصلاة و بالأخص صلاة التراويح التي ترتبط بهذا الشهر فقط وتعد أحد أهم العبادات المستحبة و التي تصلى عادة جماعة في المسجد بعد صلاة العشاء. لكن حظر التجمعات يسري على صلوات الجماعة في النمسا منذ منتصف مارس الماضي بسبب أزمة كورونا، غير أن السلطات النمساوية خففت من هذا الإجراء وسمحت بـ أقامة صلاة التراويح بشروط الإجراءات الأحترازية ضد فيروس كورونا وعلقت جلسات الأفطار الجماعى أو الأعتكاف في المساجد.

من بين أبرز تلك الشروط التي وافقت عليها السلطات النمساوية مع الهيئة الإسلامية الرسمية ممثلي المسلمين أمام الحكومة النمساوية ألا يتجاوز عدد المصلين عن الحد الكافى الذى يسبب أزدحام داخل المساجد، مع ضرورة احترام التباعد لمسافة متر ونصف على الأقل بين شخص وآخر، وتعقيم الأيادي ووضع الكمامات، إضافة إلى جلب كل شخص لسجادته الخاصة مع عدم الوضوء في المسجد.

هذه الإجراءات ستبقى سارية خلال هذا العام أيضاً،جسبما نشرت الصحف النمساوية : “الإجراءات هذا العام مثلها مثل العام الماضي، فيها تأهب وحيطة، لكي لا تتفشى هذه الجائحة في المجتمع. المتغير هو وجود ااحترافية أكثر في التعامل مع الاجراءات الصحية”. وأضافت الصحف أن “صحة الإنسان تبقى فوق كل المعايير ولذلك نحاول إدارات المساجد في أن نجمع بين التعبد والروحانيات وألتزام التعليمات الخاصة بكورونا في هذا الشهر الكريم مع الحيطة والحذر على سلامة الناس أجمعين

تختلف اللوائح المعمول بها في المساجد، لكن جميع المؤسسات الدينية تراعي لوائح كورونا. وستتم الصلاة في المساجد لكن مع مراعاة قواعد المسافة والنظافة. على سبيل المثال، يجب على من يصلون في المسجد المحافظة على مسافة متر ونصف من بعضهم البعض، و ارتداء الكمامة أثناء الصلاة. بالإضافة إلى ذلك، ستقتصر صلاة التراويح، التي تتضمن عادة عشرين ركعة – خاصة في العديد من المساجد التركية في النمسا – على ثماني ركعات هذا العام. وهذا ينطبق على المساجد التي تنطوي تحت جمعية “ديتيب” التركية، وجمعية ملى جروش أكبر جمعيتين إسلاميتين في النمسا، كما جاء في بيان سابق صدر عنهم

من جهة أخرى ترغب العديد من المساجد في إقامة الخطب الدينية والصلوات بشكل افتراضي طيلة شهر رمضان.

في ظل النقاش الحالي في النمسا حول ضرورة فرض إغلاق عام وموحد على جميع أنحاء البلاد، هناك احتمال كبير بأن يتم اعتماد إجراءات غلق أكثر صرامة خلال الأيام القليلة المقبلة في فيينا، بسبب تصاعد أعداد الإصابات والوفيات بهذه الجائحة ، “فـ علينا الصبر والتجاوب مع الإجراءات الرسمية، وشهر رمضان هو شهر الغفران والعبادة وشهر قراءة القرآن والتراويح، ولكن الدين أتى للإنسانية ولحفظ صحة الإنسان، وأولوياتنا دائماً تجعل سلامة وصحة الإنسان في مركز اهتمامنا”.

وفي حالة لم تسمح الإجراءات بإقامة صلاة التراويح في المساجد، فهناك الرخصة الشرعية بالصلاة في البيوت وإحياء الأجواء الرمضانية ضمن إطار الأسرة الصغيرة، ونحن مأجورون بحسب نوايانا واجتهادنا في تحقيق سلامة الإنسان التي تبقى فوق كل اعتبار”.

شاهد أيضاً

قانون لجوء الأجانب في مصر يثير الجدل.. كيف أجبر الاتحاد الأوروبي القاهرة على الإسراع بتمريره؟

مررت الحكومة المصرية بشكل مبدئي قانون لجوء الأجانب الذي أثار جدلاً حقوقياً وشعبياً واسعاً خلال …