في ظل وتيرة تطعيم بطئية، تشكك غالبية النمساويين في قدرة حكومة كورتس على الالتزام بالموعد الزمني المعلن عنه لتوفير اللقاح للجميع، فيما أكد وزير الصحة النمساوى أن التطعيم لا يمكنه “كسر” الموجة الثالثة.
أعلنت اللحنة الخاصة بفيروس كورونا صباح اليوم الاثنين الخامس من أبريل 2021 أن عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا المستجّد، المسجّلة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بلغ 3217 إصابة، استناداً إلى بيانات الإدارات الصحية المحلية.
وبلغ عدد الإصابات الجديدة يوم الاثنين الماضي 3076 إصابة. وأظهرت التجربة أن الأرقام المسجلة يومي الأحد والاثنين عادة ما تكون أقل، بسبب عدم تسليم بعض الإدارات الصحية بيانات الإصابات الجديدة في عطلة نهاية الأسبوع.
وسجل المعهد 33 حالة وفاة جديدة جراء الفيروس في غضون 24 ساعة، مقابل 19 حالة وفاة جديدة يوم الاثنين الماضي.
الملفت أن معدل انتشار المرض بين كل مئة ألف نسمة في غضون سبعة أيام واصل انخفاضه الطفيف جداً، مستقراً عند 101 إصابة.
في المقابل ما زالت وتيرة التلقيح بعيدة عن المستوى المرغوب، إذ وحسب بيانات لجامعة جونز هوبكنز الأمريكية ووكالة بلومبيرغ للأنباء، تم إعطاء إلى غاية الأحد 1,7 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في النمسا، الأمر الذي يعني متوسط معدل التطعيم بنحو 50 ألف تقريباّ في اليوم الواحد. وبهذا المعدل، فإنه من المتوقع أن يستغرق الأمر 10 أشهر لتطعيم 75 بالمائة من سكان البلاد بلقاح من جرعتين، ما ينذر بأن تعهد حكومة كورتس بتقديم عرض تطعيم ضد كورونا لجميع المواطنين بحلول يوليو المقبل، أمر ما زال صعب المنال.
وفي استطلاع حديث للرأي أعرب فعلاً ما يقرب عن ثلثي النمساويين عن شكوكهم في تحقق ذلك. وأجرى الاستطلاع معهد “يوغوف” لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من وكالة الأنباء النمساوية (APA)، وأظهر أن 23 بالمائة فقط من النمساويين يعتقدون أن الحكومة ستحقق هذا الهدف، بينما أعرب 62 بالمائة آخرين عن شكوكهم. ولم تحدد نسبة 15 بالمائة موقفها من الأمر.
وسرت حملة التطعيم في النمسا على نحو أبطأ بكثير من العديد من البلدان الأخرى، لكن من المنتظر السماح هذا الشهر بالحصول على اللقاح من العيادات الطبية، وسيساعد أخصائيون وأطباء خاصون وأطباء الشركات أيضاً في تسريع الجهود.
التطعيم “لا يمنع” الموجة الثالثة
وأمام سيل من الانتقادات يواجهها وزير الصحة النمساوى رودولف أنشوبر حالياً، حذر الأخير اليوم الاثنين خلال زيارة لمركز التطعيم “أوستريا سنتر” بالعاصمة فيينا من ان التطعيم لا يمنع حدوث الموجة الثالثة، مضيفاً: “هناك بلدان لديها معدل تطعيم أعلى، مثل تشيلي وبريطانيا والولايات المتحدة، تُظهر أن القيود على الاختلاط لا تزال ضرورية”.
إلى ذلك وصف أنشوبر الوضع في وحدات العناية المركزة والمستشفيات بالمقلق في ضوء زيادة معدلات الإشغال، وقال: “علينا كسر هذه الموجة الثالثة معاً وتقليص الاختلاط خاصة في النطاق الشخصي والمدارس والعمل، حيثما أمكن ذلك”.
وناشد الوزير الولايات “التي يزيد معدل الإصابة فيها عن 100 حالة (لكل مئة ألف نسمة في غضون أسبوع) تطبيق مكابح الطوارئ المتفق عليها من أجل خفض أعداد الإصابات”.
ودعا أنشوبر مجدداً إلى تخفيف القيود عن الأشخاص الذين تلقوا اللقاح، موضحاً أنه يمكن معاملة الأفراد الذي تم تطعيمهم على نحو تام مثل الأفراد الذين أظهرت فحوصهم نتائج سلبية، وقال: “لن يكون لدى أحد فرص أقل أو أكثر من شخص آخر طالما اتضح أن خطر العدوى منخفض عبر اختبار أو تلقيح”.