هل زواج الأقارب عادة أثرت على ذكاء ونسل ملوك أوروبا قديمًا؟؟

كشفت دراسة أمريكية جديدة أن زواج الأقارب كان شائعًا بين أفراد العائلات الملكية في أوروبا، تحديدا فرنسا وإسبانيا والنمسا، في الفترة ما بين عامي 990 و1800 ميلاديًا.

وأوضحت الدراسة الأمريكية أن هذه الممارسات كانت لتوطيد السلطة والألقاب والحكم بين هذه العائلات، مشيرين إلى أن ذلك نتجت عنه مشاكل كثيرة، إذ إن الأبناء المولودين لأمهات وآباء يشتركون في نفس النسب هم أكثر عرضة للعيوب الخلقية والوراثية.

وأشارت إلى أن بعض الورثة ولدوا بمشاكل طبية أو ماتوا في سن الطفولة، كما أكدت الأبحاث أن زواج الأقارب في العائلات الملكية تسبب في انخفاض مستوى الذكاء، مما أثر بدوره على قدرة الملك على الحكم في مراحل لاحقة.

في السياق ذاته، قال سيباستيان أوتينجر ونيكو فويغتلاندر، من جامعة «كاليفورنيا» في ولاية لوس أنجلوس، إن هناك علاقة بين كيفية تزاوج الملك أو الملكة ومدى فعالية حكمه، وظهر ذلك في ورقة عمل لماجستير بعنوان: تأثير الملوك الأوروبيين على أداء الدولة.

وفحص الباحثون 331 ملكًا أوروبيًا حكموا بين عامي 990 و1800، وتوصلوا إلى معرفة كيفية تزاوج الحاكم ثم تقييم نجاح عهودهم، بالنظر في الدرجة التي حصل عليها الملك من قبل المؤرخ الأمريكي آدم وودز، الذي قام في عام 1913 بتصنيف أفراد العائلات الملكية الأوروبية بناءً على صفاتهم العقلية والأخلاقية وما كتبه المؤرخون عنهم.

وأشاروا إلى أنه تم الجمع بين هذا الإجراء الذاتي مع إجراء أكثر موضوعية، وهو التغيير في مساحة الأرض التي تسيطر عليها الدولة تحت حكم الملك، ويعني فقدان الأرض أن الملك أو الملكة كان أقل فعالية، فيما يعكس الحصول على الأرض حكمًا أكثر نجاحًا.

وأوضحت النتائج أن البلدان كانت تميل إلى تحمل أحلك فتراتها تحت حكم ملوكها الأكثر تزاوجا من الأقارب، بينما استمتعت بالعصور الذهبية خلال عهود قادتها الأكثر تنوعًا وراثيًا، ومن بين الأفضل أداء كان الملك هنري الثامن وماريا تيريزا من النمسا، فكلاهما كانت لهما سلالة متنوعة نسبيًا.

وكشفت الدراسة أن تشارلز الثاني، ملك إسبانيا من عام 1665 إلى 1700، والذي كان أعلى معدل لزواج الأقارب أو الملك الأكثر نسلا، وكان والداه هما فيليب الرابع ملك إسبانيا وماريانا من النمسا، اللذان ولدا لأبناء عمومتهما وعمهما.

ويعتقد المؤرخون أن زواج الأقارب ساهم في انتشار الأمراض في نسل تشارلز الثاني، فضلًا عن عدم قدرته على إنجاب وريث، رغم أنه تزوج مرتين، إلا أنه مات دون إنجاب ذكور، مما أشعل فتيل حرب الخلافة الإسبانية بين عامي 1701 و1714.

وأضافوا أن تشارلز كان يعاني من مشكلات مرضية، فكان لسانه كبيرًا جدًا لدرجة أنه كان يعاني من صعوبة في الكلام وسيلان اللعاب، وعندما توفي عام 1700 عن عمر يناهز 38 عامًا، وجد الطبيب الشرعي أن رئتيه متآكلة وأمعائه فاسدة.

وأوضحت أن إسبانيا عانت تحت حكم كارلوس الثاني، وكان ينتشر فيها البؤس والفقر والجوع والاضطرابات والانحدار، خاصة في الزراعة والمالية وقوة الجيش.

 

 

Check Also

تتوالى الضربات على أبرز أحزاب اليمين المتطرف في فرنسا على إثر اتهام شخصيات بارزة من …