طارق الأوس من جحيم مخيمات اللجوء فى ألمانيا إلى أعتاب دخول البرلمان عن حزب الخضر

بعد أقل من ست سنوات من وصوله إلى ألمانيا وإقامته في صالة رياضية مكتظة باللاجئين، يسعى طارق الأوس إلى دخول البرلمان الألماني كأول لاجئ سوري، على أمل أن يصبح “صوت كل اللاجئين”. فمن هو طارق الأوس، وما هي أهدافه؟

لم يكد طارق الأوس ينهي دراسة الحقوق في سوريا ليحقق طموحه في أن يصبح محامياً، حتى اندلعت المظاهرات في بلده ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد عام 2011. شارك الشاب الذي كان في بداية العشرين وقتها في المظاهرات السلمية، ومع تحول تلك المظاهرات إلى نزاع مسلح، انتقل الأوس إلى العمل مع منظمات إنسانية، كما تنقل عنه وكالة الأنباء الألمانية.

لكن في النهاية، أصبح هو أيضاً، كغيره من النشطاء، مستهدفاً من قبل النظام، كما يقول، ما جعله يفر من بلده في منتصف عام 2015، أملاً في الوصول إلى مكان آمن يحفظ كرامته، كما قال لصحيفة “تاغسشبيغل” الألمانية.

واليوم وبعد أقل من ست سنوات من وصوله إلى ألمانيا، يأمل الأوس (31 عاماً) في أن يصبح أول لاجئ سوري يدخل البرلمان الألماني (البوندستاغ)، إذ أعلن ترشحه للانتخابات البرلمانية القادمة، كمرشح مباشر عن حزب الخضر لتمثيل مدينة أوبرهاوزن الواقعة في ولاية شمال الراين-ويستفاليا، وذلك بعد أن تقدم بطلب للحصول على الجنسية الألمانية.

ومن المقرر أن تجري الانتخابات البرلمانية المقبلة في ألمانيا في 26 أيلول/سبتمبر، بعد نحو ست سنوات من فتح المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الحدود أمام الأوس ومئات آلاف اللاجئين الآخرين، وهي ثاني انتخابات برلمانية منذ “موجة الهجرة المليونية” إلى أوروبا.

وكانت الانتخابات البرلمانية الأولى التي أقيمت بعد تلك الموجة قد جرت في عام 2017، وشهدت دخول حزب البديل اليميني الشعبوي إلى البرلمان، نتيجة تعكر المزاج العام من استقبال العدد الكبير من اللاجئين وقتها. وأعلنت ميركل أنها لن تترشح للمستشارية بعد الانتخابات المقبلة.

الكرامة للاجئين

يقول الأوس في مقطع فيديو على تويتر، أعلن فيه نيته الترشح للانتخابات: “في الصراع وأثناء رحلة الهروب، رأيت ما يعنيه الحرمان من حق التصويت”، متعهداً بالدفاع عن حقوق اللاجئين إذا تم انتخابه.

وكان الأوس قد وصل إلى ألمانيا مع مئات آلاف اللاجئين الآخرين عبر طريق البلقان، وانتهى به المطاف وقتها إلى الإقامة في صالة رياضية في مدينة بوخوم، بسبب الضغط على مراكز إيواء اللاجئين. وبسبب صدمته من الظروف المعيشية لطالبي اللجوء واللاجئين في ألمانيا، كما يقول، شارك في تأسيس مبادرة تدعو إلي تحسين ظروف إقامة المهاجرين. وبعد تعلم اللغة الألمانية في غضون ستة أشهر، عمل الأوس كمساعد اجتماعي، لتقديم المشورة القانونية للاجئين الآخرين.
وفي عام 2018، وفي خضم الخلافات الأوروبية حول السماح باستقبال المزيد من المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في البحرالمتوسط، شارك الأوس في تأسيس تحالف “Seebrücke” (بالعربية: الجسر البحري)، من أجل إنقاذ المهاجرين العالقين في البحر والضغط من أجل استقبالهم في ألمانيا والبلدان الأوروبية الأخرى.

“صوت من لا صوت له”

وفي أيلول/سبتمبر عام 2020، قام الأوس مع نشطاء في برلين بتنظيم احتجاج سلمي بوضع 13 ألف كرسي أمام مبنى البرلمان الألماني، لدعوة السلطات الألمانية إلى استقبال اللاجئين من مخيم موريا اليوناني الذي تدمر بعد حريق كبير.

ساهم طارق الأوس في تأسيس تحالف “زيبروكه” الذي يعمل على إنقاذ المهاجرين العالقين في البحر والضغط من أجل استقبالهم

وقال الأوس وقتها لوكالة الأنباء الألمانية إن الهدف الرئيسي من النشاط كان لفت الانتباه إلى حالة حوالي 13000 شخص في مخيم موريا بجزيرة ليسبوس، وأضاف: “تدعو الحالة الطارئة إلى المساعدة السريعة والعمل الفوري”، وتابع: “الحكومة الاتحادية لم تستقبل إلا 465 شخصاً حتى الآن، على الرغم من أن الاستعداد للمساعدة كبير على جميع المستويات”، مشيراً إلى أن ذلك العدد “سخيف تماماً بالنظر إلى المعاناة في الموقع والاستعداد لاستقبال اللاجئين هنا في ألمانيا “.

وكمرشح عن حزب الخضر الذي يركز على ضرورة حماية المناخ والبيئة، يؤكد الأوس على الصلة بين التغير المناخي وسياسات الهجرة. وقال في فيديو حملته على تويتر: “ستزيد أزمة المناخ أوضاع الناس سوءاَ في جنوب الكرة الأرضية. لذا، يجب أن تركز سياسة المناخ العادلة على اللجوء والهجرة”.

وأضاف: “بصفتي اللاجئ السوري الأول المرشح لعضوية البوندستاغ، أريد أن أعطي صوتاً سياسياً لمئات الآلاف من الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من بلدانهم والذين يعيشون معنا”. وقال إنه إذا نجح في محاولته، فإنه يأمل “أن يكون صوت كل اللاجئين”.

 

شاهد أيضاً

بالفيديو – المقررة الأممية تحذر من توسع إسرائيل الكبرى وتدعو لتعليق عضويتها بالأمم المتحدة

دعت المقررة الأممية المعنية بفلسطين، فرانشيسكا ألبانيز، إلى تصنيف إسرائيل كدولة تمييز عنصري بسبب سياساتها …