قال تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية يوم الثلاثاء 2 فبراير/شباط 2021 إن مواطني مدينة يانغون، عاصمة ميانمار، لجأوا إلى دق “القدور” بشكل جماعي، اعتراضاً على الانقلاب العسكري، مستمدين هذه الطقوس من التراث الشعبي للبلاد.
ففي مساء الثلاثاء سُمع في العاصمة دقات القدور والمقالي، وتصاعدت الأصوات في جوقة جماعية. كما دقّت السيارات والدراجات أبواقها، بينما صفّق المارة. واستغرق أول رفضٍ علني للانقلاب نحو 10 دقائق بطول المدينة في مشهدٍ تضامني مهيب.
تراث شعبي في ميانمار ذو صلة بالانقلابات
التقرير سلط الضوء على التراث الخاص برفض الانقلابات العسكرية في ميانمار وطقوس التعامل معه، حيث أشار إلى أنه إذا أردت إخراج الأرواح الشريرة من المنازل في ميانمار، فيجب أن تبدأ في الطرق على القدور. لذا امتلأت شوارع يانغون بضجيج الضربات المعدنية عام 2007 حين دعا الرهبان إلى إنهاء الحكم العسكري، وقبلها في عام 1988 حين أمر الرئيس السابق سين وين “جزار رانغون” القوات بإطلاق النار على المحتجين المؤيدين للديمقراطية. وفي ليلة الثلاثاء الثاني من فبراير/شباط 2021، عادت القدور والمقالي مرةً أخرى.
حيث يعتقد المواطنون في ميانمار أن الشر عاد إلى البلاد، وذلك بعد أن قاد الجنرال مين أونغ هلاينغ انقلاباً عسكرياً ضد الحكومة المنتخبة ديمقراطياً وزعيمتها أونغ سان سو كي، التي ساعدتها شعبيتها الطاغية داخل بلادها على الفوز عام 2020. بينما حصد وكيل الجيش أقل من 7% من الانتخابات، مما دفع بالجيش ووكيله إلى الزعم بالتزوير الانتخابي دون دليل.
اعتقال مستشارة ميانمار ومسؤولين في البلاد
لكن الآن فإن أونغ سان سو كي رهن الإقامة الجبرية في العاصمة، كما أن المشرعين المنتخبين الذين كانوا على وشك بدء فترتهم البرلمانية والتصدي لتأثير كوفيد-19 والفقر والنزاعات العرقية محاصرون داخل مساكنهم الحكومية بواسطة الجنود.
يذكر أن وسط المدينة كان أكثر هدوءاً من المعتاد في الصباح التالي، لكن الناس خرجت إلى عالمٍ جديد وغير مستقر. إذ تضاءلت قوائم الانتظار أمام ماكينات الصرف الآلي والمتاجر في اليوم السابق، بينما بدأت خدمات الهاتف الأرضي والمحمول التي انقطعت في بعض المناطق منذ الأيام الأولى للانقلاب.
في المقابل لا تزال الشاحنات العسكرية أمام مبنى المدينة في وسط يانغون جنباً إلى جنب مع احتشاد المحتجين المؤيدين للجيش داخل متنزه محلي اليوم.
بالإضافة إلى ذلك ظهرت أولى تحركات رفض الانقلاب، حيث دعا اتحاد مدرسين إلى الإفراج عن الساسة وقادة الحراك الطلابي المعتقلين، حين أعلن حملةً للعصيان المدني بالتزامن مع رفض الأطباء في ماندالاي العمل تحت حكم المجلس العسكري.
ذكريات سابقة من الانقلابات في ميانمار
فيما قال التقرير إنه لا تزال ذكريات نقص الكهرباء والغذاء بعد احتجاجات عام 1988 المؤيدة للديمقراطية حيةً في أذهان الكثيرين- إلى جانب الهجوم الوحشي من الجيش على المحتجين.
إذ قال المدرس خين (29 عاماً): “في بلدٍ مثل ميانمار، ليس هناك شعورٌ بالأمان. هذا يومٌ من أمرِّ الأيام في حياتي”.
أما في الشوارع، فقد أزال بعض السكان بهدوء ملصقات الحزب الحاكم لتجنب تدقيق الجيش وأنصاره، لكن صور أونغ وحزبها احتلت الشبكات الاجتماعية المهيمنة على التواصل في ميانمار.