ذكرت عائلة نائب مأمور أسود البشرة في ولاية لويزيانا الأمريكية أن مقبرة محلية رفضت دفن جثمانه بعد وفاته الأسبوع الماضي، بسبب اتباعها سياسة “دفن ذوي البشرة البيضاء فقط”، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 29 يناير/كانون الثاني 2021.
إذ توفي داريل سيمين، نائب مكتب العمدة ألين باريش، يوم الأحد 24 يناير/كانون الثاني، عن عمر يناهز 55 عاماً. ولكن عندما ذهبت أرملته كارلا للاستفسار عن إمكانية دفنه في مقبرة أوكلين سبرينغز المحلية، قالت عائلة سيمين إنها أُخبرت بعدم إمكانية دفنه هناك.
مقبرة لدفن جثمان ذوي البشرة البيضاء فقط!
كتبت زوجته كارلا عبر منصة Facebook يوم الثلاثاء 26 يناير/كانون الثاني: “ذهبت للتو إلى مقبرة أوكلين سبرينغز لاختيار قطعة أرض ليدفن فيها زوجي. قابلت السيدة التي تعمل هناك وقالت إنها لا تستطيع أن تبيع لي قطعة أرض، لأن المقبرة مقبرة مخصصة لذوي البشرة البيضاء فقط. وكان هذا صادماً بحق”.
من جانبها، أكدت مقبرة أوكلين سبرينغز لمحطة KPLC المحلية، يوم الأربعاء 27 يناير/كانون الثاني، أن عقداً يعود للخمسينيات ينص على “حق دفن رفات ذوي البشرة البيضاء فقط”.
تقع المقبرة في مقاطعة ألين باريش بولاية لويزيانا التي يعد ما يقرب من ربع سكانها من المواطنين ذوي البشرة السمراء.
بينما قال كريغ فيزينا، رئيس مجلس إدارة المقبرة، إنه صُدم عندما علم أن داريل مُنع من الدفن. وصرَّح لوكالة Associated Press الأمريكية: “إن مسألة رفض دفنه لأمر مروع”. وأضاف كريغ لوكالة الأنباء أن عمته البالغة من العمر 81 عاماً هي المرأة التي رفضت طلب آل سيمين، وإنها “أُعفيت من مهامها”.
كما صرَّح لأنه قدَّم للأسرة اعتذاره وعرض إحدى قطع الأرض الخاصة به في المقبرة الصغيرة، والتي قدّر مساحتها بأقل من فدانين. لكنه قال إن العرض قوبل بالرفض: قالت الأسرة إن داريل لن يجد سلاماً في مثواه بتلك المقبرة.
ممنوعة على ذوي البشرة السمراء
على جانب آخر، صرَّحت شايلا سيمين، ابنة داريل، لشبكة KATC-TV المحلية قائلة: “لم يكن والدي شخصاً عادياً، بل كان رجلاً استثنائياً. خدم كضابط شرطة في نفس المقاطعة لمدة 15 عاماً. ورغم ذلك، حُرم من مكان يرقد فيه بسلام بسبب لون بشرته”.
كان من الشائع أن تفرض المقابر الفصل العنصري في أواخر الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي. في عام 2016، رُفعت دعوى قضائية ضد مقبرة في نورمانا بولاية تكساس بعد أن اكتشفت دوروثي باريرا، وهي امرأة بيضاء البشرة، أن جمعية المقبرة لن تسمح بدفن زوجها اللاتيني.
في عام 2014، قررت مدينة واكو بولاية تكساس إزالة السياج الفاصل بين قبور ذوي البشرة البيضاء وذوي البشرة السمراء المدفونين في غرينوود المملوكة للمدينة. وفي عام 1948، حظر قرار المحكمة العليا في قضية شيلي كرايمر الاتفاقيات العرقية في العقارات.
لم تتمكَّن صحيفة The Guardian البريطانية من الوصول إلى مقبرة Oaklin Springs لتأكيد تفاصيل عقد الخمسينيات ذي الصياغة التمييزية. ولم تردّ كارلا سيمين على طلب الصحيفة للتعليق على الأمر.
بينما ذكرت وكالة AP أن مجلس إدارة مقبرة أوكلين صوَّت، الخميس 28 يناير/كانون الثاني، على إزالة بند دفن البيض فقط من عقود البيع