مروان البرغوثي يعتزم المنافسة على رئاسة فلسطين من السجن.. ومباحثات لتجنب الصدام داخل فتح

نقل موقع Middle East Eye البريطاني، الخميس 28 يناير/كانون الثاني 2021، عن مصادر مطلعة، أن مروان البرغوثي، القيادي البارز في حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، والمعتقل بالسجون الإسرائيلية، يفكر في إمكانية الترشح بالانتخابات الرئاسية الفلسطينية المقبلة، التي من المقرر إجراؤها في يوليو/تموز المقبل.

حيث صرَّح مسؤولون بحركة فتح، مطلعون على المباحثات بشأن خوض البرغوثي للانتخابات، للموقع البريطاني، بأن البرغوثي يدرس الترشح للرئاسة من عدمه. وقالت المصادر، إن المفاوضات تجري حالياً داخل حركة فتح التي تحكم السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة منذ زمن طويل.

إذ أُجريَت مباحثات بشأن كيفية التوصل إلى تسوية حيال الطموحات السياسية للبرغوثي دون خلق صدام داخلي داخل حركة فتح، التي يتزعمها عباس.

إلا أن مصادر كشفت أن من بين الخيارات المُقدمة للقائد الأسير ترشحه لمنصب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، الذي يشغل عضويته منذ عام 1996. ويتمثل أحد البدائل الأخرى التي أُثِيرَت، في أن يؤسس البرغوثي حركة خاصة به ويترشح للرئاسة تحت رايتها.

كذلك، نقلت وكالة الأناضول عن مصدرين مُقربين من البرغوثي، رفضا الكشف عن هويتيهما، أن الأخير يعتزم الترشح لانتخابات الرئاسة بالفعل.

غير أن المصدرين قالا إن الأسابيع القادمة ستحسم الرأي النهائي للبرغوثي بهذا الشأن.

اجتماع القاهرة قد يكون حاسماً

أسرة البرغوثي من جهتها، أخبرت موقع Middle East Eye البريطاني بأنَّه لا يمكنها تأكيد اعتزامه الترشح، قائلةً إنَّ موقفه بشأن القضية سيتضح بعد اجتماع، من المزمع عقده في القاهرة هذا الأسبوع، بين الفصائل السياسية الفلسطينية لمناقشة الانتخابات.

كان مسؤولون فلسطينيون قد أعلنوا أن القاهرة ستستضيف في الأسبوع الأول من شهر فبراير/شباط المقبل، اجتماعاً للفصائل الفلسطينية؛ لإجراء حوارات حول إنجاح العملية الانتخابية.

في حال صار الترشح رسمياً، سيكون البرغوثي أول مرشح في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي يخوض الانتخابات على أعلى منصب في القيادة الفلسطينية، من خلف القضبان.

محمود عباس يعاود الترشح للرئاسة

كان رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، قد أعلن خلال الأسبوع الماضي، أنه تأكَّد في وقتٍ سابق من هذا الشهر الجاري، أن الرئيس الحالي محمود عباس -الذي انتهت ولايته رسمياً في يونيو/حزيران 2009- سيعاود الترشح مرة أخرى، وأنه سيكون مرشح الحركة لانتخابات الرئاسة.

فيما لم تنظم السلطة الفلسطينية أي انتخابات رئاسية منذ 16 عاماً.

حتى الآن لم تعلق حركة “فتح” رسمياً على أنباء اعتزام البرغوثي ترشيح نفسه، الأمر الذي ربما يؤدي إلى انقسام الأصوات وتوتر داخل الحركة.

إلا أن حاتم عبدالقادر، عضو المجلس الثوري لحركة “فتح”، من مدينة القدس، أشار إلى أن البرغوثي “حتى اللحظة، عازم على الترشح لانتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية”، مشيراً إلى أن هذا الترشُّح يُعدّ “ظاهرة صحيّة”.

عبدالقادر أضاف: “نحن مع الشرعية، ولكن عندما تذهب لصناديق الاقتراع، فمن حق الشعب الفلسطيني أن يقول رأيه، ويختار من يراه مناسباً”.

في الوقت الذي لم يستبعد فيه عبدالقادر خيار تشكيل قوائم متعددة لحركة “فتح” في الانتخابات التشريعية القادمة، أكد أنَّ فرض “شخصية بالأمر الواقع، صعبٌ قبوله”.

شعبية مروان البرغوثي VS محمود عباس

قدَّر أحد المسؤولين الذين تحدثوا للموقع البريطاني، أن نصف أنصار فتح الحاليين سيقفون مع البرغوثي على حساب عباس، لافتاً إلى أنَّ التنافس بين القائدين المخضرمين قد يذكي مزيداً من الانقسامات داخل الحركة.

لكن أحد المسؤولين حذَّر من أنَّه قبل القفز إلى استنتاجات بشأن ترشح البرغوثي والتأثير المحتمل للانتخابات، هناك حاجة أولاً إلى تأكيد ما إذا كانت الانتخابات ستُجرى أصلاً.

يشار إلى أنه بحسب استطلاع للرأي العام، أجراه مؤخراً، المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية (غير حكومي، مقره رام الله)، فإن الجمهور الفلسطيني يفضل البرغوثي كمرشح للرئاسة، على عباس.

نتائج الاستطلاع، الذي نُشرت نتائجه في 27 ديسمبر/كانون الأول 2020، أظهرت أن رئيس حركة حماس، إسماعيل هنية، سيتفوق على عباس، في حال نافسه على المنصب.

أما إذا كان البرغوثي هو مرشح حركة “فتح”، فإنه سيتفوق على هنية، حيث قالت النتائج إنه لو كانت المنافسة بين البرغوثي وهنية، فإن الأول سيحصل على 61% والثاني على 37%؛ أما لو كانت المنافسة بين عباس وهنية، فسيحصل الأول على 43% والثاني على 50%، وفقاً لنتائج هذا الاستطلاع.

كما قالت النتائج إنه لو جرت انتخابات عامة قريباً، فإن النسبة الأكبر من مؤيدي حركة “فتح” أكثر استعداداً للتصويت لقائمة يرأسها البرغوثي (في حالة قيامه بذلك) مقارنة بالتصويت لقائمة رسمية يضعها الرئيس عباس وقيادة حركة فتح.

حيث إن 25% من الأصوات ستذهب لقائمة مستقلة يرأسها البرغوثي (إن قرر ذلك)، و19% ستذهب لحركة “فتح” الرسمية.

خاصةً أنه في حال عدم ترشح الرئيس عباس للانتخابات، فإن البرغوثي هو المفضل من بين مجموعة من المرشحين لتولي منصب الرئيس، حيث تفضله في سؤال مغلق نسبة 37%، يتبعه إسماعيل هنية بنسبة 23%.

تجدر الإشارة إلى أنه من المقرر أن تُجرى الانتخابات الفلسطينية، على 3 مراحل خلال العام الجاري: تشريعية في 22 مايو/أيار، ورئاسية في 31 يوليو/تموز، وانتخابات المجلس الوطني في 31 أغسطس/آب 2021، وفق مرسوم رئاسي سابق.

تأتي الانتخابات الفلسطينية الجديدة في مسعى لمعالجة الانقسامات السياسية طويلة الأمد، لاسيما الخلاف بين حركتي فتح وحماس.

كانت آخر انتخابات فلسطينية للمجلس التشريعي (البرلمان)قد أُجريت مطلع العام 2006، وأسفرت عن فوز “حماس” بالأغلبية، فيما سبقها بعامٍ انتخابات للرئاسة فاز فيها الرئيس الحالي محمود عباس.

مَن هو مروان البرغوثي؟

وُلِدَ عام 1958 في قرية كوبر بوسط الضفة الغربية. وترأس منظمة “الشبيبة الفتحاوية” أثناء دراسته التاريخ والعلوم السياسية بجامعة بيرزيت. ألقت القوات الإسرائيلية القبض عليه لأول مرةٍ عام 1967، بعد ثلاث سنوات من حصوله على عضوية حركة فتح.

كان البرغوثي نشطاً خلال الانتفاضة الأولى بين عامي 1987 و1993. واعتقلته السلطات الإسرائيلية ونفته إلى الأردن لسبع سنوات، لكنَّ البرغوثي عاد إلى الضفة الغربية عام 1994، بعد توقيع اتفاق أوسلو. وانتُخِبَ عضواً برلمانياً في أول انتخابات تشريعية فلسطينية عام 1996.

كما اعتقلت إسرائيل، البرغوثي عام 2002، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة، بتهمة “المسؤولية عن عمليات، نفذتها مجموعات مسلحة، محسوبة على حركة فتح، وأدت إلى مقتل وإصابة إسرائيليين”.

يقضي البرغوثي حالياً خمسة أحكام بالمؤبد في أحد السجون الإسرائيلية بزعم تدبيره هجمات على أهداف إسرائيلية إبان الانتفاضة الثانية.

قاد البرغوثي قائمة فتح في الانتخابات التشريعية الثانية للسلطة الفلسطينية من داخل السجن، وساهم في صياغة “وثيقة الوفاق الوطني” لوضع أساس وطني للاتفاق بين الفصائل الفلسطينية المتنافسة في الانتخابات

 

شاهد أيضاً

“الإمبراطور الأبيض”.. مقاتلة الجيل السادس الصينية المصممة للهيمنة على السماء والفضاء

تشهد المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تصعيداً ملحوظاً في العديد من المجالات، من أبرزها التسابق …