لابد للسلوك البشرى أن يكون له مبعث ولعل الباعث لهذا السلوك أن يكون مستبطن من داخل الإنسان أو مفروضاّ عليه من الخارج سواء تمثل هذا الخارج فى جامعه من الناس أو قبيله أو مجتمع بأسرة .
حينما يكون المحرك من داخل الإنسان ومن وحى أيمانه بفكرة أو عقيدة أو أقتناع يسمى هذا ضميرا ونقول أن الإنسان تصرف بوحى ضميرة .
وحينما يكون الباعث على التصرف عنصر خارجى تفرضه مجموعه من البشر أو قبيله أو تجمع عقائدى أو ما شابه ذلك ينعت هذا التصرف بأنه من وحى الواجب تجاة هذا العنصر الخارجى .
والإنسان فى تصرفاته –كما جرت العادة – يسعى للموائمة بين الواجب والضمير وإذا تطابق ما يفرضه الواجب مع ما يمليه الضمير يشعر الإنسان بالراحة التامة ويحدث هذا فى المجتمعات المتوازنة والمتسقة فلا أظن أن أبا بكر الصديق أو عمر بن الخطاب (رضى الله عنهما) على سبيل المثال لا الحصر عانيا من هذة المشكله لأن ما يفرضه المجتمع من واجب وما يمليه الضمير لايتعارض مع بعضه بعضا .
أما حينما تطغى المصالح الشخصيه وتتضارب الرؤى والإدركات يكون الواجب فى وادى والضمير فى وادى أخر ويتعين على المرأ حينئذ أن يوائم بين الأثنين قدر الأمكان وإن تعذر عليه ذلك .. أعلى الواجب على الضمير ليحقق مصالحه الشخصيه وماّربه الخاصه أو فضل الضمير على الواجب أحقاقاّ للحق وإنتصاراّ للمبادئ والمثل .
والذى أقوله هذا ليس من قبيل المغالاة فى فلسفه الأمور وأنما لبيان مايستغلق على الفهم ويلتبس على الإدراك فلقد أختلط الحابل بالنابل … وطفق الناس يلتمسون المناصب ويتزلقون إلى أصحاب النفوذ ويبحثون عن الأضواء بأى ثمن .
وسعى البعض إلى التحزب وأستنفار الحميه الدينيه لأعتلاء المناصب وهى ضرب من الوهم هو المثل الحى لغياب الضمير والأضرار بمصالح الوطن الذى نحبه جميعاّ . فأذا كان أجتماعنا تحت لواء الوطن فيه أضرار بوحدة الوطن وأنسجامه ووأد للضمير … فليسع كل منا بيته .
مصطفى عباس
رابطة الثقافة العربية