في وقت يُفترض أن تعم فيه أجواء الفرح والاحتفال، خيّمت سحابة من القلق على النمسا مع اقتراب عيد الفصح، بعدما أصدرت وزارة الخارجية البريطانية تحذيرًا أمنيًا صارمًا بشأن احتمال وقوع هجمات إرهابية تستهدف أماكن عامة ومواقع سياحية في البلاد.
التحذير الذي نُشر على الموقع الرسمي للوزارة لم يكن مجرد تنبيه روتيني، بل رسالة واضحة بأن التهديدات هذه المرة “جدّية”، وتستند إلى معلومات استخباراتية دفعت لندن إلى دق ناقوس الخطر، خاصة تجاه زائري النمسا من البريطانيين وغيرهم من السيّاح الباحثين عن عطلة هادئة وسط طبيعة الألب وكنائس فيينا التاريخية.
وجهات سياحية تحت المجهر
بحسب ما نقلته صحيفة Heute النمساوية، فإن التحذير يشمل “أماكن الجذب السياحي، ووسائل النقل العام، والفعاليات الثقافية والرياضية، وحتى دور العبادة والمباني الحكومية”. أي باختصار، الأماكن التي تعج بالحياة في هذه الفترة.
ولا يتوقف القلق عند التحذير فقط، بل يتعمق بالإشارة إلى هجمات سابقة، مثل حادثة فيلاخ في فبراير 2025 والهجوم الدموي في فيينا عام 2020. ذكريات مؤلمة لا تزال حاضرة في الذاكرة، تؤكد أن الخطر ليس نظريًا، بل جزء من واقع أمني معقّد تعيشه أوروبا مؤخرًا.
تدابير أمنية مشددة.. ولكن
في مقابل ذلك، تؤكد الخارجية البريطانية أن السلطات النمساوية ليست متفرجة، بل تعمل على قدم وساق لإحباط أي محاولة تهدد أمن البلاد. فالاعتقالات مستمرة، والمراقبة مشددة، والقوات الأمنية ستكثف تواجدها في الأماكن العامة خلال عطلة العيد.
ومع ذلك، يبقى السؤال في ذهن المسافر: هل يكفي كل ذلك لطمأنة العائلات التي خططت لرحلة طال انتظارها؟
تيقظ لا ذُعر
الرسالة الأهم التي سعت الخارجية البريطانية لإيصالها هي: ابقَ يقظًا، لكن لا تقع في فخ الذعر. التصرف السليم يبدأ بالانتباه للتعليمات المحلية، تجنب الازدحام غير الضروري، والتواصل مع السفارة في حال الحاجة.
في الختام
عيد الفصح هذا العام في النمسا يختلف عن الأعوام السابقة. فرغم الزينة والأجواء الاحتفالية، هناك توتر في الأفق لا يمكن تجاهله. وبين رغبة في الاستمتاع وتحذيرات أمنية لا تُستهان، يبقى الحذر هو مفتاح السفر الآمن.