الثلاثاء , 22 أبريل 2025

غبار من قلب الصحراء – فيينا تحت سُحب حمراء ومطر “دموي” يلوّث المدينة!

سماء حمراء، سيارات مغطاة بطين غريب، وتحذيرات صحية عاجلة للسكان — هذا ليس مشهدًا من فيلم خيال علمي، بل واقع تعيشه فيينا هذه الأيام، حيث اجتاحت العاصمة النمساوية موجة كثيفة من غبار الصحراء الكبرى، محمولًا برياح قوية قادمة من شمال إفريقيا.

ووفقًا لتقديرات خبراء الأرصاد الجوية، فإن ما بين 800 إلى 1,000 طن من الرمال الدقيقة عبرت الأجواء الأوروبية، حاملة معها لونًا برتقاليًا غريبًا إلى سماء فيينا، وسط أجواء دافئة ورياح نشطة جنوبية المصدر. هذه الظاهرة ليست جديدة، لكنها هذه المرة أكثر كثافة ووضوحًا من المعتاد.

ويُتوقع أن يبلغ تركيز الغبار في الهواء حوالي 3 غرامات لكل متر مربع، ما يعني أن الأثر لن يقتصر على السماء فقط، بل سيظهر على الأرض بوضوح، خاصة بعد هطول الأمطار. فحين تمتزج قطرات المطر بهذه الرمال الدقيقة، تنزل على شكل ما يعرف بـ**”المطر الدموي”**، تاركة خلفها طبقة طينية بلون أحمر-بني على السيارات، النوافذ، وحتى واجهات المباني.

تحذيرات صحية للسكان
السلطات الصحية دعت سكان المدينة، وخاصة من يعانون من الربو أو أمراض الجهاز التنفسي، إلى تجنّب ممارسة الرياضة أو الأنشطة الخارجية، وإغلاق النوافذ، واستخدام الكمامات في حال الخروج للضرورة. فالرمال المحمولة جوًا، رغم نعومتها وخفّتها، قد تُسبب تهيجًا في الجهاز التنفسي.

ظاهرة موسمية بفوائد خفية
هذه الظاهرة تحدث غالبًا في فصلي الربيع والخريف، حين تتهيأ الظروف المناخية لنقل كميات ضخمة من الرمال لمسافات شاسعة، تصل أحيانًا إلى أوروبا الوسطى وحتى شمالها. ورغم المظهر المزعج والتأثيرات الصحية، إلا أن العلماء يشيرون إلى أن غبار الصحراء يحتوي على معادن مفيدة مثل الحديد والفوسفور، ما يجعله مصدرًا طبيعيًا لتخصيب التربة والغابات، بل ويساهم في دعم الحياة البحرية.

لكن داخل المدن، يبقى التعامل مع هذه الظاهرة مرهقًا، سواء من حيث التنظيف أو التأقلم الصحي. ومع تكرارها بشكل متزايد في السنوات الأخيرة، يعود السؤال البيئي إلى الواجهة: هل يشير ذلك إلى تغيرات مناخية أعمق قد تعيد تشكيل طبيعة الفصول في أوروبا؟

شاهد أيضاً

بابا القيامة.. كاردينال النمسا يرى في وفاة فرنسيس خلال الفصح إشارة من السماء

في زمن مشبع بالقلق، والشتات الروحي، وفوضى العالم، جاءت وفاة البابا فرنسيس في إثنين الفصح …