الثلاثاء , 22 أبريل 2025

ذعر في شوارع فيينا: تركي يهدد المارة بسكين ويصيب شرطيين أثناء توقيفه

لم تكن ساعات الفجر الأولى من يوم الأحد عادية في حي فافوريتن الهادئ بالعاصمة النمساوية فيينا، حين تحول أحد شوارع الحي إلى مسرح لذعر مفاجئ، بعد أن أشهر رجل تركي الجنسية يبلغ من العمر 42 عامًا سكينًا مهددًا بها المارة في شارع Hasengasse.

المشهد الذي لم يكن فيلماً سينمائياً
بحسب ما نقلته وكالة الأنباء النمساوية (APA)، فقد استدعى تصرف الرجل تدخلًا فوريًا من قبل الشرطة، وتحديدًا وحدة الكلاب البوليسية. لكن التدخل الأمني لم يكن سلسًا، إذ أبدى المشتبه به سلوكًا عدوانيًا فور وصول عناصر الشرطة، رافضًا الانصياع للأوامر، ومبادرًا بمقاومة عنيفة، تسببت في إصابة شرطيين بجروح طفيفة.

ورغم الإصابات، تمكّن رجال الشرطة من السيطرة عليه واعتقاله مؤقتًا، بتهمة مقاومة السلطة العامة (Widerstand gegen die Staatsgewalt)، وهي تهمة ليست غريبة في ملفات الشرطة النمساوية، لكنها دومًا تثير تساؤلات: ما الذي يدفع شخصًا إلى هذا السلوك العنيف في وضح المدينة؟

سلوك فردي أم مؤشر لخلل أعمق؟
الشرطة فتحت تحقيقًا موسعًا لمعرفة دوافع الرجل، الذي لم يكن له أي سجل بارتكاب جرائم مماثلة سابقًا، ولم يُصب أي من المارة بأذى رغم حالة الذعر التي خلقها.

فيينا، التي طالما اعتُبرت واحدة من أكثر مدن أوروبا أمانًا واستقرارًا، تشهد بين الحين والآخر حوادث فردية كهذه، لكن التكرار الطفيف لم يعد يُقابل باللامبالاة. فالمجتمع النمساوي، بكل تركيبه المتنوع، يواجه تحديات تتعلق بالاندماج والتعايش وتزايد الضغوط النفسية والاجتماعية، خاصة في أحياء مثل فافوريتن، التي تضم نسبًا كبيرة من المهاجرين.

الأسئلة التي يجب أن تُطرح
هل نحن أمام حالة مرض نفسي؟ هل تعاطي المخدرات كان له دور؟ أم أن هناك خلفيات اجتماعية أو سياسية تُغذي هذا العنف المفاجئ؟ الإجابات ما تزال قيد التحقيق، لكن المؤكد أن الأمن العام أصبح أكثر يقظة في التعامل مع مثل هذه الحوادث، وسط حالة من الحذر الشعبي تجاه أي سلوك غير مألوف في الأماكن العامة.

وفيما يستمر التحقيق مع المشتبه به، يبقى السؤال الأكبر:
هل هذا الحادث هو مجرد استثناء، أم أنه ناقوس خطر لما قد يأتي لاحقًا؟

شاهد أيضاً

بابا القيامة.. كاردينال النمسا يرى في وفاة فرنسيس خلال الفصح إشارة من السماء

في زمن مشبع بالقلق، والشتات الروحي، وفوضى العالم، جاءت وفاة البابا فرنسيس في إثنين الفصح …