فيينا تعود إلى الواجهة… هل تنجح في كسر الجليد بين واشنطن وطهران؟

وسط عالم تتقاذفه الأزمات، من حروب مفتوحة إلى سباق تسلح خفي، تعود فيينا من جديد لتلعب دور “عاصمة الدبلوماسية” في واحدة من أكثر الملفات تعقيدًا في السياسة الدولية: الملف النووي الإيراني.

في خطوة أعادت الأمل إلى المراقبين، أعلنت وزيرة الخارجية النمساوية بيات ماينل رايزنغر استعداد بلادها لاستضافة المفاوضات الأميركية الإيرانية المرتقبة، في محاولة جديدة لإحياء الاتفاق النووي الذي مزقته الخلافات وسنوات من التوتر.

لماذا هذه المفاوضات مهمة؟

الجواب باختصار: لأن فشلها قد يعني انفجارًا في قلب الشرق الأوسط، وسباقًا نوويًا لا أحد يملك مفاتيحه.

البرنامج النووي الإيراني لطالما كان نقطة اشتعال بين طهران والغرب. وبينما تقول إيران إنها تسعى لاستخدام سلمي للطاقة النووية، تتخوف واشنطن وشركاؤها من أن تتحول هذه التكنولوجيا إلى سلاح يُغيّر موازين القوى في المنطقة.

لذلك، أي اتفاق جديد يعني تفادي حرب محتملة، وضمان نوع من الاستقرار في منطقة شديدة الحساسية، تمتد تأثيراتها إلى أسعار النفط، وملفات الأمن العالمي، ومصير التحالفات الدولية.

 فيينا… مرآة السلام الممكن

اختيار فيينا ليس عشوائيًا. فهي ليست فقط مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بل كانت تاريخيًا ساحة التفاوض السابقة التي تمخض عنها اتفاق 2015 النووي، قبل أن تنسحب منه الولايات المتحدة في 2018 في عهد ترامب.

العاصمة النمساوية تحمل رصيدًا دبلوماسيًا يجعلها مؤهلة للعب دور الوسيط المحايد، خصوصًا في وقت تبدو فيه الثقة شبه معدومة بين الطرفين.

 لماذا تعود هذه المفاوضات الآن؟

الظروف تغيّرت.
الضغوط الاقتصادية على إيران تتزايد بفعل العقوبات، والمخاوف الغربية من تسارع تخصيب اليورانيوم الإيراني بلغت ذروتها، فضلًا عن تطورات إقليمية خطيرة، من الحرب في غزة إلى التصعيد في البحر الأحمر.

كل ذلك دفع الأطراف إلى إعادة التفكير: هل التصعيد هو الخيار الوحيد؟ أم أن العودة إلى الطاولة لا تزال ممكنة؟

 ما الذي يمكن أن تحققه المفاوضات؟

  • ضمانات حول تخصيب اليورانيوم وحدوده

  • عودة تدريجية للولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي

  • رفع مرحلي للعقوبات مقابل التزامات واضحة

  • آلية مراقبة دولية أكثر شفافية وصرامة

وإن تحققت هذه الشروط، فقد نشهد انفراجة سياسية تمتد آثارها إلى اليمن ولبنان والعراق وحتى أوكرانيا، عبر تهدئة النزاعات المتشابكة في ملفات القوى الكبرى.

شاهد أيضاً

بابا القيامة.. كاردينال النمسا يرى في وفاة فرنسيس خلال الفصح إشارة من السماء

في زمن مشبع بالقلق، والشتات الروحي، وفوضى العالم، جاءت وفاة البابا فرنسيس في إثنين الفصح …