شبكة رمضان الإخبارية شبكة إخبارية تهتم بشئون الجالية العربية فى النمسا ودول الجوار
في زمن تُقاس فيه الإنجازات بعمر المؤسسات والخبرات، خرج مراهق أمريكي ليقلب المعادلة: ماثيو باز، طالب في المرحلة الثانوية، لم يكتفِ بمجرد متابعة السماء، بل اخترق أعماقها، مكتشفًا 1.5 مليون جرم سماوي لم ترصدها “ناسا” نفسها!
هذا الإنجاز المذهل لم يأتِ من فراغ. باز، بشغفه العميق بالبرمجة والرياضيات، قرر أن يجعل من الذكاء الاصطناعي حليفًا له في مشروع بحثي فلكي، ضمن برنامج “Planet Finder Academy” التابع لمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتك). مستعينًا ببيانات أرشيفية من تلسكوب NEOWISE المتقاعد، طوّر خوارزمية تعلم آلي قادرة على رصد التغيرات الخفية في إشارات الأشعة تحت الحمراء، وهو ما مكّنه من تصنيف هذا الكم الهائل من الأجرام الكونية خلال ستة أسابيع فقط!
لكن وراء كل عبقري صغير… مرشد حكيم. وهنا يأتي دور الفلكي الشهير دافي كيركباتريك، الذي آمن بموهبة باز مبكرًا، ومنحه إشرافًا علميًا مباشرًا، جعله يلمس حدود السماء لا بخياله فقط، بل بأدوات العلم والبحث.
القصة بدأت في طفولة ماثيو، حين كانت والدته تصطحبه إلى محاضرات فلكية عامة، تفتّح فيها وعيه الكوني. ومن هناك، كان اللقاء الحاسم مع كيركباتريك في صيف 2022، والذي زرع فيه بذرة مشروع سيُحدث ضجة علمية.
“كنت محظوظًا بلقائه. غيّر نظرتي للعلم والتعليم”، يقول باز بتأثر، بينما يضيف كيركباتريك بثقة: “رأيت في ماثيو مشروع عالم، وكان واجبي أن أساعده”.
لم يكن باز وحده في هذا الطريق. فقد ساندته نخبة من علماء كالتك في تطوير المشروع، وأشركوه في تطبيقات الذكاء الاصطناعي الفلكية، ما سمح له لاحقًا بأن يتحوّل من طالب متعلم إلى مرشد لغيره من الطلبة، بل ويحصل على أول وظيفة مدفوعة له في مركز IPAC.
واليوم، باز يستعد لنشر كتالوج علمي ضخم بالأجرام المكتشفة في 2025، سيفتح آفاقًا جديدة في فهم الظواهر الكونية المتغيرة، ويطمح إلى توسيع نطاق خوارزميته لتشمل مجالات أخرى، من تحليلات البورصة إلى تتبع تغيرات المناخ.
في عصر تتحدث فيه البشرية عن مستقبل الذكاء الاصطناعي، يبدو أن المستقبل قد بدأ بالفعل… على يد طالب ثانوي، قفز فوق التوقعات، وحلّق في سماء المستحيل.
