يبدو أن دونالد ترامب لم يكتفِ بإشعال الداخل الأميركي، بل قرر توسيع دائرة اللهب لتطال الشرق الأوسط، وكأن المنطقة تفتقر لمزيد من البارود! في عرض عسكري استعراضي، يُشبه تحريك بيادق على رقعة شطرنج عالمية، أمر ترامب بأكبر حشد عسكري منذ غزو العراق، محوّلًا الشرق الأوسط إلى ما يُشبه ثكنة نارية مفتوحة على كل الاحتمالات.
مَن يُلوّح بالقاذفات، لا يُفاوض.. بل يُرعب.
هذه ليست استعدادات دفاعية، بل تهديد صريح محمّل برسائل مفخخة لطهران.
حاملات طائرات، قاذفات استراتيجية، ودبابات تُشحن في قلب صحراءٍ تعوّدت أن تدفن كل إمبراطورية تتجرأ على اختبارها. من “كارل فينسون” إلى “بي-2” في دييغو غارسيا، كل شيء يوحي بأن ترامب لا يتفاوض، بل يفرض إرادته تحت جناح مقاتلة حربية.
رئيس لا يجيد السياسة، فيجرّ العالم إلى الجنون.
ترامب لا يرى في الشرق الأوسط سوى حلبة ملاكمة يريد أن يتوّج نفسه فيها بطلًا.
يدغدغ غرور ناخبيه بلغة العضلات، ويغازل لوبيات السلاح بصوت الطائرات، بينما المنطقة تدفع الثمن: قلقًا، توترًا، واحتمال انفجار في كل لحظة.
الشرق الأوسط ليس مسرحًا لحملات انتخابية
حشدٌ بهذا الحجم لا يُبشّر بخير. وهو ليس فقط استعراض قوة، بل مقامرة بأمن المنطقة، ووضعُها على حافة هاوية. طهران قد تقرأ الرسالة على أنها دعوة مفتوحة للصدام، والردود لن تتأخر إن اشتعل الفتيل.
لكن الحقيقة الأهم؟
ترامب لا يخوض معركته مع إيران فقط، بل مع التاريخ، مع المنطق، ومع كل من يرفض اختزال مصير الملايين بقرارات رجل لا يرى في العالم إلا فرصة استثمارية أو مَشهَدًا تلفزيونيًا ضخمًا.
فهل يترك العرب له الشرق الأوسط ساحة مفتوحة لمسرحيّاته؟
أم آن أوان أن يُقال: لسنا طَرفًا في نزواتك يا سيد البيت الأبيض، بل أصحاب الأرض والقرار؟