الثلاثاء , 22 أبريل 2025

بالفيديو – جنسية على المزاج”: الكويت وسلاح التجنيس في وجه أصحاب المواقف

في مشهد يُشبه محاكم التفتيش في العصور المظلمة، تعود دولة الكويت مجددًا لاستخدام سلاح سحب الجنسية، وهذه المرة تطال الشيخ والداعية نبيل العوضي، في قرارٍ صادم لا يملك أي غطاء قانوني واضح سوى عبارة: “حسب ما تقتضيه المصلحة العامة”.

العوضي، الذي لم يسرق مال الدولة، ولم يحرّض على فتنة، ولم يدعُ إلى عنف، ارتكب “جريمة” واحدة: دافع عن غزة، ورفع صوته عاليًا في وجه التخاذل العربي، فكان العقاب سريعًا وموغلًا في القسوة.

هل أصبحت الجنسية الكويتية عقد إيجار قابل للإلغاء؟
السؤال المشروع هنا: هل تحوّلت المواطنة في الكويت إلى منحة مشروطة بالسكوت؟ هل المطلوب من الداعية أن يتحوّل إلى ببغاء يُصفّق للسياسات الرسمية ويُبارك الصمت أمام المجازر؟ إذا كانت الجنسية تُمنح وتسحب كوسيلة ضبط وتطويع، فإننا أمام أزمة وطنية حقيقية تتجاوز شخص نبيل العوضي.

المفارقة أن العوضي لا ينتمي لتيارٍ متطرف، بل عُرف بنهجه المعتدل ومواعظه الهادئة، لكنه في زمن الانكسارات العربية أصبح “متطرفًا” فقط لأنه قال: غزة ليست وحدها.

إسكات الصوت لا يُلغي الصدى
محاولات إسكات الأصوات الحرة بسحب الجنسية لن تكمم الأفواه، بل تزيدها صدًى. فالعوضي لم يرد ببيان، بل بآية قرآنية صادقة تختصر كل الموقف: “حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ”. رسالة يعرفها كل حرّ، ويفهمها كل من ذاق مرارة القمع.

دولة تعاقب مواطنيها بالجنسية، هي دولة فقدت الثقة في نفسها.
الولاء الحقيقي لا يُقاس بالمديح، بل بالموقف. ومن يُجَرَّد من جنسيته لأنه قال كلمة حق، فهو لم يخسر شيئًا.. بل كسب احترام الناس والتاريخ، وخسرت الدولة صورتها وهيبتها واحترامها.

وختامًا، يبقى السؤال الأهم:
هل ستراجع الكويت نفسها، وتدرك أن سحب الجنسية ليس حلًا، بل فضيحة أخلاقية وسياسية؟
أم أنها ستُمعن أكثر في تحويل الهوية إلى أداة طرد بدلًا من أن تكون عنوان انتماء؟

https://twitter.com/i/status/1911172298117120405

شاهد أيضاً

بابا القيامة.. كاردينال النمسا يرى في وفاة فرنسيس خلال الفصح إشارة من السماء

في زمن مشبع بالقلق، والشتات الروحي، وفوضى العالم، جاءت وفاة البابا فرنسيس في إثنين الفصح …