جدل حول أغنية رمضان في مدرسة ابتدائية سالزبورغ: تعليم الأديان في صميم النقاش

أثارت حادثة في إحدى المدارس الابتدائية في منطقة فلاشغاو في سالزبورغ جدلاً واسعاً بعد أن تم غناء أغنية عنرمضان في إطار دروس الدين المسيحي. الحادثة لفتت الأنظار وأصبحت موضوع نقاش حاد، حيث أثار جزء من الأغنية، الذي يتحدث عن “أن رمضان هو أجمل وقت في السنة”، استياء بعض أولياء الأمور.

الانتقادات من بعض الآباء

وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “كرونة”، عبّر العديد من الآباء عن اعتراضهم على استخدام هذا النوع من المواد في مناهج تعليم الدين المسيحي، معتبرين أن تدريس التقاليد الإسلامية بهذه الطريقة يتجاوز الحدود. إحدى الأمهات التي تم اقتباسها في التقرير، قالت إنها لا تمانع من تعليم الأطفال عن الأديان الأخرى، لكن بالنسبة لها، كانت هذه الخطوة “تجاوزاً للحدود”. وأضافت أن ابنتها قد طرحت عليها مؤخراً سؤالاً حول إذا كان “الله هو الأقوى”، وهو ما دفع الأم للبحث عن السبب وراء هذا السؤال. وحسب ما ذكرته الفتاة، فإن الدرس تناول أيضاً الإسلام وطقوسه، ما جعل العديد من الآباء يشعرون بعدم الارتياح، خاصة عندما اضطرت الأم لتوضيح ابنتها بأن “لدينا إلهنا الخاص وليس الله”، وهو ما أثار غضبها.

ردود فعل السلطات التعليمية

في المقابل، صرّحت ماريا-لويزه دوبلر، مشرفة تعليم الدين الكاثوليكي في سالزبورغ، لصحيفة “كرونة” بأن المعلمة لم ترتكب أي خطأ، بل كانت تتبع المنهج الدراسي وتعمل من أجل تعزيز الحوار بين الأديان. وقالت دوبلر إن الدرس كان يدور حول مدينة القدس، وهي مدينة مقدسة للديانات السماوية الثلاث: المسيحية، اليهودية، والإسلام. وأضافت أن المعلمة ناقشت رمضان لأن نهاية شهر الصوم الإسلامي تزامنت هذا العام مع فترة الصوم المسيحي.

أغنية رمضان تثير النقاش

الأغنية، المعروفة بـ “رمضان-راب”، هي جزء من كتاب الدروس المستخدم في تعليم الدين الإسلامي في المدارس. ورغم الانتقادات، أكدت دوبلر أن هذه الأغنية جزء من منهج تعليم الأديان في النمسا، ورفضت اعتبار ما حدث كخطأ. كما شددت على أن المعلمة كانت تؤدي عملها بحب وحماس، وأنها تواصل نقل القيم المسيحية بقوة وصدق. وأكدت أن كل شيء يمكن أن يُحل من خلال حوار مفتوح بين الآباء والمعلمين.

الخاتمة

الحديث عن تعليم الأديان في المدارس النمساوية يُظهر بوضوح كيف أن القيم الدينية والتربوية يمكن أن تثير الجدل، خاصة عندما يتداخل الحديث عن ثقافات وأديان مختلفة. ورغم هذه النقاشات، تبقى أهمية الحوار بين الأديان في التعليم عنصرًا أساسيًا في بناء مجتمع متسامح وملم بتنوعاته.