في خطوة تعكس التزام العاصمة النمساوية فيينا بالتنوع الاجتماعي والاندماج، شهدت قاعة بلدية فيينا (Wiener Rathaus) حدثًا مميزًا اليوم، حيث تم تكريم 402 شخصًا حصلوا على الجنسية النمساوية حديثًا، وذلك بحضور حاكم المدينة ميخائيل لودفيغ. من بين هؤلاء الجدد، كان هناك مواطنون من مختلف الدول مثل مصر وسوريا والعراق، إضافة إلى جنسيات أخرى، مما يعكس التنوع الثقافي الذي يميز المدينة.
في كلمته خلال الاحتفال، شدّد لودفيغ على أهمية الاعتراف بأن المواطنة ليست مجرد حقوق تمنح، بل هي مسؤولية وواجب تجاه المجتمع. وقال: “الجنسية النمساوية تمثل قيمة ثمينة، فهي تفتح أمامكم العديد من الفرص، ولكنها أيضًا تتطلب التزامًا كاملًا بالقيم والمبادئ التي تقوم عليها الجمهورية النمساوية.”
حاكم فيينا أكد على ضرورة احترام مبادئ التضامن والاحترام المتبادل، فضلاً عن الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، معتبراً أن هذه القيم تشكل أساس المجتمع النمساوي. كما أشار إلى أن المسؤولية لا تقتصر على الحقوق الفردية فحسب، بل تشمل أيضًا التزام الجميع بالمشاركة الفعّالة في الحياة السياسية والاجتماعية.
وفي حديثه عن قصص كفاح المجنسين الجدد، قال لودفيغ: “لقد التقيت بالعديد منكم، واستمتعت بسماع تجاربكم التي تعكس إصراركم على تحسين حياتكم وتطوير مجتمعكم. أنتم إضافة قيمة لفيينا، والمستقبل ينتظركم في هذه المدينة التي ترحب بالجميع.”
الدعوة للاندماج كانت حاضرة بقوة في كلمات لودفيغ، حيث شدد على أهمية أن يساهم الجميع في بناء مجتمع قوي وموحد، قائلاً: “المشاركة الفعّالة في الانتخابات المقبلة هي خطوة هامة في هذا الاتجاه، فكل صوت له قيمته.”
خاتمة: إن احتفال فيينا بتكريم 402 شخصًا حصلوا على الجنسية النمساوية ليس مجرد مناسبة للاحتفال بالحقوق الجديدة، بل هو دعوة مفتوحة للاندماج والمساهمة الفعّالة في بناء مجتمع مترابط. مع التأكيد على القيم المشتركة التي تجعل من فيينا مدينة عالمية ومبنية على الاحترام المتبادل، فإن هذه اللحظة تُمثل بداية جديدة للجميع في مسيرتهم نحو المستقبل.