من شجار إلى مأساة: وفاة رجل في فيينا إثر خلاف دامٍ بين مشردين تحت تأثير الكحول

في حادثة مأساوية هزّت مدينة فيينا، تحوّل نزاع بسيط بين رجلين بلا مأوى إلى مأساة دامية، انتهت بوفاة أحدهما في وقت لاحق من الحادث. فقد شهدت محطة القطار الرئيسية في حي “فافوريتن” مساء يوم الاثنين الماضي شجارًا عنيفًا بين رجلين يحملان الجنسية الهنغارية، ما أسفر عن إصابة أحدهما بجروح قاتلة في الرأس.

المتهم البالغ من العمر 54 عامًا، والذي كان في حالة سُكر شديد، اعتدى على الضحية البالغ من العمر 38 عامًا بضربات مروعة على رأسه، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة. لكن ما أثار تساؤلات في هذه القضية هو قدرة الضحية على المغادرة رغم حالته الصحية السيئة، إذ استقل وسائل النقل العام متجهًا إلى مطار فيينا-شفاخت، حيث عُثر عليه لاحقًا فاقدًا للوعي أمام أحد المتاجر.

وقد أكدت الشرطة أن الحادثة ناتجة عن تبادل كلمات حادة بين الرجلين، ما سرعان ما تطور إلى شجار جسدي عنيف. كما أشارت التحقيقات إلى أن كلا الطرفين كانا تحت تأثير الكحول، وهو ما ساهم في تصعيد الأمور بشكل مفرط.

في صباح الثلاثاء، وبعد ساعات من الحادث، تم العثور على الضحية فاقدًا للوعي في المطار، حيث تم نقله إلى المستشفى على الفور، لكن حياته كانت قد انتهت، حيث توفي متأثرًا بإصاباته في اليوم التالي.

البحث عن المشتبه به لم يستغرق طويلاً، حيث تمكنت الشرطة من التعرف عليه في محيط محطة القطار مساء الخميس، بعد أن لفت نظر ضابط شرطة كان في الخدمة خارج أوقات عمله. كان الرجل في حالة سُكر شديد، ما دفع السلطات إلى توقيفه دون مقاومة.

المتهم، الذي أقر في التحقيقات بارتكاب الجريمة، يواجه الآن تهمة القتل العمد نتيجة لتسبب في إصابة أفضت إلى الوفاة. أما الشرطة، فقد أشارت إلى أن هذه الحادثة تؤكد مرة أخرى خطورة تأثير الكحول على سلوك الأفراد، خاصة في المواقف المتوترة.

مأساة فيينا تسلط الضوء على معاناة المشردين في المدينة، وضرورة تضافر الجهود الاجتماعية لمساعدتهم على التكيف والابتعاد عن دوامة العنف، التي قد تهدد حياتهم وحياة الآخرين.

خاتمة: ما بدأ خلافًا بسيطًا بين شخصين، تحوّل إلى مأساة مروعة، ليترك وراءه أسئلة عميقة عن دور الكحول في تأجيج العنف وأثره المدمر. في النهاية، تظل هذه الحادثة تذكرة قاسية بأن العنف في الشوارع ليس مجرد قضية قانونية، بل هو قصة إنسانية تدعو للتفكير في كيفية التعامل مع المهمشين في المجتمع.

شاهد أيضاً

غرفة بـ900 يورو؟ فيينا تستنجد بالسكن البلدي لإنقاذ طلابها من جحيم الإيجارات

في وقتٍ أصبحت فيه الإقامة في العاصمة النمساوية أقرب إلى معركة يومية ضد الإيجارات المتصاعدة، …