في واحدة من أكثر الردود إبداعًا وسخرية في تاريخ الصراعات الاقتصادية، قلبت الصين الطاولة على دونالد ترامب، ليس بالرسوم الجمركية، بل برسوم فنية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، جعلته محطّ سخرية العالم.
ترامب الذي لطالما رفع شعار “أميركا أولًا”، وجد نفسه، دون أن يدري، نجمًا في سلسلة فيديوهات ساخرة تحوّله من زعيم عالمي إلى خيّاط مُرهق في ورشة بدائية!
في أحد أكثر المشاهد انتشارًا، يظهر ترامب وقد خلع بدلته، وجلس على آلة خياطة يدوية، يتصبب عرقًا بينما يحاول بصعوبة حياكة قميص يبدو أرخص من شعبيته. خلفه يقف فريق من شخصيات سياسية واقتصادية أميركية — حتى إيلون ماسك نفسه — بنظرات ضائعة في ورشة تعجّ بالضجيج والفوضى. المشهد كله يصور “أميركا ما بعد الصين” بطريقة مضحكة ومُهينة.
ولم تتوقف الصين عند التلميح، بل فضحت بالنص والصورة أن كل ما يلبسه ترامب، ويبيعه، ويرفعه في حملاته… مطبوع عليه ختم “صُنع في الصين”. حتى قبعة MAGA الحمراء الشهيرة، ليست أميركية بالهوية، بل منتج صيني بامتياز.
ردّ الصين جاء ساخرًا، لكنه محمّل برسائل حادة:
“إذا أردتم الانفصال عنا، عودوا إلى صناعة الخشب والإبرة”،
“أميركا بدون الصين؟ مسرحية هزلية بطلها مهرّج برتقالي”.
والأخطر أن الصين لم ترد على الرسوم برفع الرسوم، بل استخدمت أكثر أدوات العصر تأثيرًا: الذكاء الاصطناعي والسوشيال ميديا. فحوّلت ترامب إلى محتوى ساخر، يتداوله ملايين الناس، لا ليضحكوا فقط، بل ليفهموا أن “أميركا القوية” تعتمد على مصانع شنجن أكثر من اعتمادها على البيت الأبيض.
أما ترامب، الذي يهوى التفاخر بالقوة والتفوق، فقد وجد نفسه ضحية فنية لرؤية صينية تقول له:
“نحن لا ننتج فقط بضائعكم، بل نصنع صورتكم أمام العالم”.
في النهاية، ربما ينجح ترامب في حملته الانتخابية… لكن بعد هذه الحملة الفنية الصينية، لن ينجو من لقب “الخياط الأعظم لأوهام أميركا”.