بالفيديو – ابتزاز في عباءة التحالف.. ترامب يضغط وابن سلمان يتراجع في صمت

في زوايا المشهد الجيوسياسي المتغيّر، تلوح معالم أزمة غير معلنة بين الحليفين اللدودين: محمد بن سلمان ودونالد ترامب. أزمةٌ تتجاوز العناوين الرسمية والتصريحات الدافئة، لتدخل عمق لعبة الابتزاز السياسي والمالي، حيث لا مكان للمجاملات حين يتعلق الأمر بالمصالح الكبرى.

ترامب يبتسم.. ويُشهر سلاح الاقتصاد

الرئيس الأمريكي السابق، الذي لطالما تفاخر بما وصفه بـ”الصفقات المليارية” مع السعودية، عاد من بوابة الاقتصاد، لكن هذه المرة بأسلوب مختلف: فرض رسوم جمركية واسعة على دول كبرى ترتبط بالرياض اقتصاديًا. النتيجة؟ ارتباك في الأسواق، هبوط حاد في مؤشرات البورصة السعودية، وانخفاض ملموس في أسعار النفط، الذي يشكّل العمود الفقري لرؤية المملكة 2030.

الضربة لم تكن عشوائية، بل جاءت محسوبة بدقة ضمن معادلة “أعطني تنازلات، أعطيك استقرارًا”. فترامب، سيد الضغط بالأرقام، يعرف تمامًا مفاتيح اللعبة، ويستخدم الأسواق كأداة تفاوض لا تقل فاعلية عن العقوبات أو حتى القوة العسكرية.

رؤية 2030.. طموح يصطدم بالواقع

رؤية ولي العهد محمد بن سلمان الطموحة، التي تقوم على تنويع مصادر الدخل والتحول نحو اقتصاد غير نفطي، تواجه اليوم أخطر اختبار لها. فالمشاريع الكبرى كـ”نيوم” وكأس العالم 2034، بدأت تشهد مؤشرات تباطؤ، وسط حديث داخلي متصاعد عن إعادة ترتيب الأولويات وخفض الإنفاق.

التذبذب في أسعار النفط، وتراجع الاستثمارات الأجنبية، وانكماش السوق المالي، كلها عوامل تهدد بنسف ركائز الرؤية قبل أن تكتمل، لتفتح الباب أمام تساؤلات مصيرية: هل كانت الطموحات أكبر من قدرة السوق؟ أم أن الضغوط الخارجية هي من تُجهز على المشروع بهدوء؟

ابتزاز بثوب التحالف.. والرسائل واضحة

الأزمة لم تقف عند حدود الاقتصاد. فتزامن الضغط الأمريكي مع تطورات حساسة في المنطقة—كالصراع مع إيران، والتطبيع مع إسرائيل، وتفاقم ملف الرهائن في غزة—جعل من الاقتصاد واجهةً لصراع سياسي أعمق.

زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، ولقاؤه المرتقب مع ترامب، تأتي كرسالة مبطنة إلى الرياض: القرار السياسي في المنطقة يُعاد تشكيله، والمقاعد ليست محجوزة مسبقًا. فإما أن تدفع، أو تتأقلم، أو تُستبعد.

هل يعود بن سلمان لبيت الطاعة؟

السؤال الذي يفرض نفسه اليوم: هل سيدفع ابن سلمان الثمن وحده، في محاولة لتأمين الحماية الغربية واستعادة توازن السوق؟ أم أنه سيعيد فتح قنوات التفاوض مع ترامب من باب “التحالف”، ولكن بشروط أكثر قسوة؟

المؤشرات الحالية تميل إلى خيار العودة، لكن الثمن هذه المرة لن يكون مجرد صفقات تسليح، بل تنازلات سياسية أعمق في ملفات التطبيع، والتحالفات الإقليمية، وربما حتى في رسم مستقبل الخليج بأكمله.

خاتمة: التوازن المستحيل

محمد بن سلمان يقف اليوم أمام تحدٍ غير مسبوق: الحفاظ على طموحاته، دون أن يتحوّل إلى رهينة سياسية في يد واشنطن. أما ترامب، فهو لا يقدّم شيئًا مجانًا. وما يجري خلف الستار، قد يرسم ملامح مرحلة جديدة في العلاقات السعودية الأمريكية، عنوانها: “المال مقابل الحماية.. والنفوذ مقابل الولاء”.

 

شاهد أيضاً

بابا القيامة.. كاردينال النمسا يرى في وفاة فرنسيس خلال الفصح إشارة من السماء

في زمن مشبع بالقلق، والشتات الروحي، وفوضى العالم، جاءت وفاة البابا فرنسيس في إثنين الفصح …