الأربعاء , 9 أبريل 2025

فيينا نحو مدينة أكثر هدوءًا وخضرة: خطة تهدئة حركة المرور بقلب العاصمة تبدأ في 2026

تستعد العاصمة النمساوية فيينا لتحقيق خطوة كبيرة نحو تحسين جودة الحياة في وسط المدينة، من خلال خطة جديدة تهدف إلى “تهدئة حركة المرور”، والتي تشمل تقييد الدخول إلى قلب المدينة عبر نظام إلكتروني يعتمد على كاميرات المراقبة. هذا التعديل، الذي سيُنفذ ابتداءً من 1 يناير 2026، جاء بعد سنوات من النقاشات المكثفة والتردد السياسي، ليُسجل كأحد أبرز مشاريع التحديث الحضري في فيينا.

ويُعتبر هذا المشروع بمثابة حلم طال انتظاره لمدينة فيينا، التي لطالما كانت تعاني من كثافة حركة المرور في مركزها التاريخي. الفكرة وراء هذا التعديل هي تنظيم دخول المركبات إلى مناطق معينة، بحيث لا يتمكن سوى المركبات المصرح لها من الوصول إلى وسط المدينة. من خلال نظام دخول إلكتروني يعتمد على الكاميرات، سيصبح من السهل التحكم في حركة السيارات، مع ضمان عدم التأثير على خصوصية الأفراد، حيث تم الاتفاق على التقاط صور فقط، وليس فيديوهات.

فوائد عدة على مستوى الحياة اليومية في فيينا

تتوقع دراسة تقنية أن يؤدي هذا النظام إلى تقليص عدد السيارات في وسط المدينة بنحو 15,700 مركبة يوميًا، ما يعني تقليل الازدحام بشكل ملحوظ. وهذا سيسهم في تقليص نسبة إشغال مواقف السيارات، وتحسين جودة الهواء في منطقة المركز. ولكن الأهم من ذلك، هو المساحات التي سيتم تحريرها من حركة السيارات، والتي سيُعاد تخصيصها لتوفير مساحات خضراء، وأماكن للتنزه، ومسارات مخصصة للمشاة وراكبي الدراجات. هذا يساهم في جعل فيينا أكثر خضرة، وأكثر ملائمة للعيش.

عمدة فيينا: مدينة أكثر هدوءًا وجمالًا

في تعليق له على المشروع، قال عمدة فيينا، مايكل لودفيغ، “أنا سعيد جدًا لأننا أخيرًا تمكنا من تحقيق هذا المشروع، الذي طالما ناضلنا من أجله. سيُسهم هذا النظام في تحويل وسط المدينة إلى مكان أكثر هدوءًا، حيث سنحظى بمساحات خضراء، تبريد حضري، وبيئة مناسبة للمشاة وراكبي الدراجات.”

أما مستشارة التنقل في بلدية فيينا، أولي سيما، فقد أضافت قائلة: “المشروع سيساعد في تحرير مساحات حيوية ستُستخدم لتنفيذ مشاريع تشجير وتطوير أماكن ترفيهية جديدة، وبالتالي تحسين الحياة في المدينة بشكل عام.”

الانتقادات والتحديات السياسية

على الرغم من الترحيب الكبير في الأوساط المحلية، إلا أن خطة تهدئة حركة المرور لم تخلُ من الانتقادات، خاصة من حزب الخضر. فقد وصف المتحدث باسم الحزب لشؤون النقل، لوكاس هامير، الخطة بأنها “خدعة انتخابية”، مشيرًا إلى أن الحكومة النمساوية لم تقدم حتى الآن أي مسودة رسمية أو مشروع قانون قابل للتقييم. وأضاف أن الحكومة الحالية تواصل تأجيل المشاريع الحيوية رغم وجود مقترحات سابقة جاهزة.

نحو مدينة أكثر استدامة

بينما يواصل البعض النقد والتشكيك في جدوى هذه الخطوة، فإن المشروع يظل خطوة مهمة نحو جعل فيينا أكثر استدامة. هو ليس فقط متعلقًا بتنظيم حركة المرور، بل هو جزء من رؤية أكبر لجعل المدينة أكثر ملاءمة للعيش، مع تعزيز البيئة الحضرية، وتحسين جودة الحياة لجميع سكانها وزوارها.

ختامًا، يبدو أن فيينا تسير في الطريق الصحيح نحو تحقيق توازن مثالي بين التطور الحضري والاهتمام بالبيئة. ومع استمرار تنفيذ هذا المشروع، من المتوقع أن تشهد المدينة تحولًا كبيرًا، يُسهم في الحفاظ على جمالها ونظافتها في السنوات القادمة، مع تقديم نموذج يُحتذى به لبقية المدن الأوروبية.

شاهد أيضاً

حظر عالمي على لحوم النمسا.. “الحمى القلاعية” تثير الذعر قبل أن تصل!

في خطوة مفاجئة تعكس حجم القلق العالمي من عودة الأمراض الحيوانية المعدية، فرضت عدة دول …