حين تُصبح الخيانة سياسة رسمية: الدور الإماراتي في غزة.. طعنات في ظهر المقاومة!

في غزة، تتساقط القنابل من السماء، وتُهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها، ويُنتزع الأطفال من أحضان أمهاتهم جثثًا هامدة… وفي الوقت نفسه، تُنسج الخيوط الخبيثة تحت الطاولة من عواصم عربية، لا لإنقاذ أهل القطاع، بل لتصفية ما تبقى من مقاومة، ولتحقيق حلم إسرائيل الكبير: غزة بلا مقاومة، بلا صمود، بلا حياة.

نعم، إنها أبوظبي. الإمارات التي ادّعت يومًا دعمها للشعب الفلسطيني، تكشف اليوم عن وجهها الحقيقي: عرابة المشروع الصهيوني في ثوبه العربي، وداعمة أكبر لتهجير سكان غزة و”تعقيم” القطاع من كل من يقول “لا” للاحتلال.

لم تعد الخيانة خجلًا يُدار في الظلام.. بل صارت سياسة رسمية، وخططًا مكتوبة، ورسائل تُرسل إلى الأمم المتحدة بصيغة:
“ساعدونا على نزع سلاح المقاومة، فشعب غزة غاضب منها!”
هكذا تحدث “رمضان أبو جزر”، بوق الإمارات في أوروبا، وعرّاب هذا المخطط الأسود الذي لا يخدم سوى تل أبيب.

لقد كشفت الوثائق المسرّبة أن الإمارات تتحرك دبلوماسيًا بشكل منسّق مع حكومة الاحتلال، في مشهد لا يُصدّق:
من المفترض أن تكون دولة عربية، لكنها تعمل كوكيل أمني وسياسي لإسرائيل.

في رسائل وُجهت للأمم المتحدة، لم يدن أبو جزر المجازر الصهيونية، لم يتحدث عن آلاف الشهداء، لم يذكر اسم “طفل واحد” قُصف وهو نائم.. بل وصف ما يحدث بأنه “عمليات عسكرية مشروعة”، ثم وجّه نيرانه إلى المقاومة، طالبًا نزع سلاحها وطرد قادتها.

هل سمعتم عن خيانة بهذا الوضوح؟
هل رأيتم عربًا يطلبون باسم العرب دعم إسرائيل في تدمير غزة؟

الإمارات اليوم لا تدعم فقط الاحتلال بالخطاب، بل تخطط لإقناع مصر بقبول مشروع التهجير الجماعي لأهالي غزة، مقابل صفقات سياسية ودعم اقتصادي.
إنه “ترانسفير ناعم”، مخطط مدروس لإفراغ القطاع من ناسه ومقاومته، وتحويله إلى مجرد شريط مهجور على خريطة الاحتلال.

“هكذا تُغرس الخناجر في الظهر، ليس من تل أبيب وحدها، بل من أبوظبي أيضًا.”
– محلل سياسي فلسطيني (طلب عدم الكشف عن اسمه)

في وجه هذه المؤامرة، يرفع الشرفاء أصواتهم:
غزة ليست للبيع.
ومقاومتها ليست إرهابًا.. بل شرف الأمة في زمن الانبطاح.

أما الأنظمة العربية، فلا صوت لها. وكأن ما يجري في غزة يحدث في كوكب آخر. لا بيانات إدانة، لا ضغط سياسي، لا موقف. صمت رسمي مريب، يشي بأن الخيانة لم تعد استثناء، بل تحوّلت إلى نهج إقليمي.

“كنا نُقصف ونحن نعتقد أن العرب سيتدخلون… اليوم نُقصف ونحن نعلم أنهم شركاء في الجريمة.”
– ناصر، من مخيم النصيرات

المفارقة أن من يدعون لمحاربة “التطرف” هم من يدعمون التطرف الحقيقي: احتلال يقتل بلا حساب، ويُكافأ دبلوماسيًا عبر مكاتب في أبوظبي، واتفاقيات في العلن والخفاء.

أيها العرب.. لا نطلب معجزات.نطلب فقط أن لا تقتلونا مرتين: مرة بصواريخ الاحتلال، ومرة بخياناتكم المعلنة.

غزة ستصمد رغم الجميع. لأنها تقاتل لا من أجل نفسها فقط، بل دفاعًا عن آخر ما تبقّى من كرامة في هذه الأمة الجريحة.

شاهد أيضاً

السعر بخط ناعم… والربح بخط عريض نطالب بتشريع يُنصف عيون المستهلكين

السعر بخط ناعم !!!غرفة العمل في فيينا تدق ناقوس الخطر وتطالب بتشريع يُنصف عيون المستهلكين …