الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن

ترامب يلعب بالنار: قرارات عشوائية تهدد الحلفاء.. ونتنياهو يهرول لإنقاذ ملفاته!

في أول لقاء دولي له بعد فرض الرسوم الجمركية التي هزّت العالم، يفتح دونالد ترامب أبواب البيت الأبيض لاستقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مشهد لا يخلو من الرمزية، لكنه يكشف في عمقه عن فوضى سياسية وتجارية بدأت تتسع دوائرها منذ عودة ترامب إلى السلطة.

اللقاء المرتقب بين الرجلين في 7 أبريل/نيسان 2025 لا يدور فقط حول التنسيق العسكري أو صفقة أسرى غزة، بل يتجاوز ذلك ليعكس مأزقًا حقيقيًا تعيشه إسرائيل نتيجة قرار مفاجئ من ترامب بفرض رسوم جمركية على منتجاتها بنسبة 17%، وهو ما اعتُبر في تل أبيب “طعنة في الظهر” من أقرب حلفاءها.

رسوم ترامب.. رصاص في قدم الحلفاء!

قرار ترامب فرض رسوم جمركية ضخمة على المنتجات الإسرائيلية لم يكن إلا استمرارًا لنمط حكم يفتقر إلى البوصلة الاقتصادية أو الاستراتيجية، ويُدار بمنطق التهديد والمفاجآت.
رغم أن إسرائيل رفعت بعض الرسوم على البضائع الأمريكية محاولةً استباق القرار، إلا أن ترامب لم يلتفت، وأصرّ على معاقبة شريكه التجاري “المقرّب”، في رسالة قد تُفهم بأن الولاء وحده لا يشفع حين يدخل الاقتصاد دائرة مزاجية الرجل الأول في واشنطن.

وهكذا، وجد المصنعون الإسرائيليون أنفسهم في مهبّ العاصفة، خوفًا من تراجع صادراتهم، وخسارة فرصهم في السوق الأمريكية، وحتى احتمال نقل مصانعهم بالكامل إلى الولايات المتحدة لتفادي الكارثة.

نتنياهو في واشنطن: زيارة بـ”طابع الإنقاذ”

زيارة نتنياهو لواشنطن ليست فقط فرصة لإعادة ترتيب أوراق العلاقة مع ترامب، بل تبدو وكأنها “بعثة إنقاذ” اقتصادية وسياسية، في ظل ضغط داخلي بسبب حرب غزة، وتوترات خارجية مع إيران، والآن أزمة تجارية خانقة مع واشنطن.

رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يواجه محاكمة فساد ويصارع من أجل البقاء سياسيًا، يتجه للبيت الأبيض متخليًا حتى عن جلسات محاكمته، في مسعى لتلطيف الأجواء مع رئيس أمريكي يُطلق القرارات الكبرى كما يُطلق التغريدات.

ترامب.. قرارات تغذّي الفوضى بدلًا من القيادة

قرارات ترامب الأخيرة لا تبرهن على قوة اقتصادية بقدر ما تفضح خللًا في أولويات السياسة الأمريكية. بدلًا من توجيه رسائل صارمة إلى الصين أو خصوم واشنطن الاستراتيجيين، اختار البدء بحليف تاريخي، مما يجعل الحلفاء يشككون في استقرار التحالفات التقليدية.

وهذه ليست المرة الأولى، فقد سبق لترامب أن انسحب من اتفاقيات دولية، وهاجم حلف الناتو، وفرض رسومًا عشوائية على أوروبا وكندا، ثم عاد في 2025 ليعيد الكرّة، وسط حالة من الارتباك العالمي حيال مصير العلاقات الأمريكية تحت قيادته.

هل يدفع العالم ثمن مزاج ترامب؟

القلق اليوم لا يقتصر على إسرائيل فقط. فقرارات ترامب تشكّل ناقوس خطر لحلفائه في الشرق والغرب، مفادها أن لا شيء مضمون، وأن المصالح التجارية قد تُباد بضغطة زر أو نزوة سياسية.

أما نتنياهو، فمهما حاول تغليف الزيارة بأهداف أمنية وسياسية، إلا أن المراقبين يدركون جيدًا أنه يدخل البيت الأبيض هذه المرة بملف ثقيل، ويحاول بشتى الطرق إطفاء حريقٍ أشعله أقرب أصدقائه.

شاهد أيضاً

النمسا – احتيال عابر للحدود: شبكة دولية تسرق ملايين اليوروهات بهويات مزورة

في مشهدٍ أقرب إلى سيناريوهات أفلام الجريمة المنظمة، أسدلت محكمة في سالزبورغ الستار على واحدة …