بالفيديو – حين يُغنّى للخمر في عيد الفطر.. هل فقدنا البوصلة الفنية في المغرب؟

لم تكن طنجة هذه المرة على موعد مع الإبداع، بل مع “صدمة فنية” أشعلت مواقع التواصل وأثارت استياءً واسعًا في صفوف المغاربة. في مشهد لا يليق لا بالمناسبة ولا بالمكان ولا بالجمهور، وقف مغنٍ شعبيّ يُمجّد الخمر والسكر، وأمامه جمهورٌ من الأطفال يرددون معه كلمات تجرّح الذوق، وتنسف ما تبقى من قدسية الاحتفال بعيد الفطر المبارك.

المقطع، الذي انتشر كالنار في الهشيم، كشف حجم الفوضى التي يمكن أن تُرتكب تحت لافتة “الترفيه”، وسلّط الضوء على أسئلة حارقة: من سمح بهذا العبث؟ أين الرقابة؟ وكيف يُعقل أن يُقدَّم للأطفال محتوى بهذا المستوى من الانحدار في مناسبة دينية يفترض أن تعكس قيم التسامح والفرح النظيف؟

الاحتفال بعيد الفطر له رمزيته، وليس مجرد مناسبة لملء الساحات بأصوات مرتفعة وموسيقى بلا معنى. لكن ما حدث في طنجة بدا وكأنه صفعة لضمير المجتمع، وتحدٍ صارخ لهويته الثقافية والدينية. طفل في عمر الزهور لا يُفترض أن يحفظ كلمات تمجّد السكر، بل يُفترض أن يتعلّم معنى العيد، وأهمية الطهارة والفرحة النقية.

الاحتجاجات التي اشتعلت لم تكن مجرد رد فعل غاضب، بل تعبير عن خوف حقيقي من الانهيار التدريجي في الذوق العام، وسط غياب ضوابط تحمي الناشئة من محتوى غير ملائم. فالمسؤولية هنا جماعية: تبدأ من الفنان الذي يستهين بعقليات جمهوره، وتمر بالمنظّم الذي لا يضع أي اعتبار للفئة المستهدفة، ولا تنتهي عند الدولة التي تغفل أحيانًا عن مراقبة مثل هذه التفاصيل الخطيرة.

لقد آن الأوان لإعادة التفكير في شروط تنظيم الفعاليات الفنية، وفرض معايير واضحة تضع خطوطًا حمراء لا يمكن تجاوزها، خصوصًا عندما يكون الجمهور من الأطفال. ما نحتاجه ليس منع الفن، بل تهذيبه، والارتقاء به ليكون أداة لبناء الذوق والقيم، لا لهدمها.

طنجة تستحق الأفضل. وأطفالنا يستحقون أن يكبروا على أنغام الحياة لا على إيقاعات الخمر والانحلال.

شاهد أيضاً

النمسا – احتيال عابر للحدود: شبكة دولية تسرق ملايين اليوروهات بهويات مزورة

في مشهدٍ أقرب إلى سيناريوهات أفلام الجريمة المنظمة، أسدلت محكمة في سالزبورغ الستار على واحدة …