شيخ الأزهر في مرمى النيران الصهيونية.. حين يصبح صوت الحق “خطرًا وجوديًا” لإسرائيل

في زمن تتكالب فيه الأبواق المأجورة على تبرير المجازر، ينهض صوتٌ حرّ من قلب القاهرة، ليردد ما تخشاه آلة الاحتلال: أن فلسطين ليست وحدها، وأن الحق لا يموت مهما اشتدت الهجمة. إنه صوت شيخ الأزهر الشريف، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، الذي لم ترهبه عواصف التحريض، ولم تُخمد نيران العداء صدقه في مناصرة شعب غزة الجريح.

الاحتلال الإسرائيلي، الذي يعيش أسوأ لحظاته الأخلاقية أمام العالم، اختار أن يصبّ جام غضبه على الأزهر وشيخه، بعدما فضح جرائمه في غزة وعرّى روايته الكاذبة. الإعلام العبري، وعلى رأسه القناة 14 المعروفة بولائها لليمين المتطرف، وصف الطيب بأنه “الروح الحية للعداء لإسرائيل” – وهل هناك شهادة أصدق من هذا لوصف رجلٍ نذر نفسه للدفاع عن المظلومين؟

لم يكتف الاحتلال بإطلاق الاتهامات السخيفة بـ”معاداة السامية” أو “دعم الإرهاب”، بل حرض الإدارة الأمريكية على الأزهر، ساعيًا لإسكات هذا الصوت الإسلامي العريق، الذي أثبت أن المؤسسات الدينية ليست مجرد أبراج عاجية، بل دروع في وجه الظلم والاستعمار.

خطابات شيخ الأزهر الأخيرة قلبت المعادلة؛ فبينما انشغل البعض بلغة الدبلوماسية الباردة، خرج الإمام الطيب ليصف الاحتلال بـ”الذئب الهائج” و”عدو الإنسانية”، وليذكر الأمة والعالم بأن ما يحدث في غزة ليس مجرد “صراع”، بل مجازر ترتكب بحق المدنيين، وأطفال يُسحقون تحت الأنقاض، ونساء يُستهدفن عمدًا.

الغضب الإسرائيلي لم يأتِ من فراغ؛ فالأزهر بدأ يكتسب موقعًا مؤثرًا في تشكيل وعي الأمة من جديد، كاشفًا زيف الرواية الصهيونية وموقظًا الضمير العربي والإسلامي الذي حاول كثيرون تنويمه. بيانات الأزهر، التي شجبت جرائم الاحتلال دون مواربة، باتت تُقرأ من المحيط إلى الخليج، وتلقى صداها حتى في بعض الأوساط الغربية التي بدأت تراجع مواقفها.

والأخطر بالنسبة لتل أبيب، أن الأزهر لا يكتفي بالإدانة، بل يُعيد تشكيل البوصلة: فلسطين هي القضية المركزية، والمقاومة حقٌ مشروع، والصمت جريمة.

إن محاولات التحريض على شيخ الأزهر، والسعي لتغييب صوته، تعني شيئًا واحدًا: أن الاحتلال يخشى الحقيقة، ويعلم أن الكلمة قد تكون أبلغ من الرصاصة عندما تخرج من قلبٍ صادق ومؤسسةٍ بحجم الأزهر.

فليعلم الاحتلال ومن يسانده أن الأزهر لن يصمت، وأن الإمام الطيب لن يساوم، وأن هذا الصوت الحرّ سيظل يُسمع من المحاريب والمنابر، حتى يتحقق وعد الحرية لفلسطين، وتُكسر قيود العدوان.

لمشاهدة الفيديو أضغط هنا

شبكة رمضان الإخبارية

شاهد أيضاً

النمسا – احتيال عابر للحدود: شبكة دولية تسرق ملايين اليوروهات بهويات مزورة

في مشهدٍ أقرب إلى سيناريوهات أفلام الجريمة المنظمة، أسدلت محكمة في سالزبورغ الستار على واحدة …