لم يعد خافيًا على أحد أن محمد بن زايد، حاكم الإمارات الفعلي، يلعب دورًا قذرًا في تدمير أي محاولة لنهوض سوريا من تحت أنقاض الحرب. فبعد سنوات من تمويل الإرهاب، وتطبيع العار مع الاحتلال، ها هو اليوم يشن حربًا خبيثة ضد الحكومة السورية الانتقالية بقيادة أحمد الشرع، في محاولة لإعادة إنتاج الفوضى، خدمة لمشروعه الصهيوني في المنطقة.
الإمارات.. العرّاب الخفي للفوضى في سوريا
منذ اندلاع الأزمة السورية، لم يكن للإمارات أي مصلحة في رؤية سوريا قوية ومستقرة. بل على العكس، لعبت دورًا رئيسيًا في تسليح الجماعات المتطرفة، وتمويل أمراء الحرب، وتأجيج الصراعات الداخلية. واليوم، ومع ظهور حكومة انتقالية تسعى لإعادة بناء ما دمره الأسد، تقود أبو ظبي تحركات استخباراتية وإعلامية قذرة لإجهاض أي فرصة للاستقرار.
التقارير المسربة تكشف أن عبدالله آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام الإماراتي، وبإشراف مباشر من طحنون بن زايد، مستشار الأمن الوطني، يديران خلايا إعلامية وميدانية بهدف شيطنة حكومة الشرع، وتأجيج الشارع السوري ضدها، والترويج لفشلها قبل أن تبدأ عملها الفعلي.
حملة إعلامية قذرة وأكاذيب ممنهجة
تشويه الحكومة الانتقالية: عبر نشر شائعات حول فشلها في إدارة الملف الاقتصادي، وإيقاف الدعم الإنساني، لإثارة غضب الشارع ضدها.
إشعال الفتنة الطائفية: تعمل الإمارات على إذكاء التوتر بين مكونات المجتمع السوري، لمنع أي مصالحة وطنية تهدد نفوذها.
استخدام الجمعيات الوهمية: تروج الإمارات لجمعيات تدّعي العمل الخيري، لكنها في الحقيقة منصات تحريضية تنفذ أجندتها التخريبية.
لماذا يخاف ابن زايد من نجاح حكومة الشرع؟
الإجابة بسيطة: نجاح أي مشروع وطني في سوريا يعني نهاية نفوذ الإمارات، وانكشاف دورها القذر في تمزيق المنطقة. كما أن استقرار سوريا يتعارض مع الأجندة الإسرائيلية، التي يسعى ابن زايد لخدمتها بشتى الطرق. فهو يعلم أن أي حكومة وطنية مستقلة لن تكون أداة بيد واشنطن وتل أبيب كما يريدون، ولذلك يسارع لإجهاضها قبل أن تترسخ.
محمد بن زايد.. خادم إسرائيل الأول!
منذ توقيع اتفاقيات التطبيع، أصبح واضحًا أن ابن زايد ليس سوى أداة بيد الصهاينة، ينفذ أجندتهم في المنطقة دون خجل. واليوم، يحاول إسقاط حكومة الشرع، تمامًا كما فعل في اليمن وليبيا، وكما دعم انقلاب السيسي في مصر، بهدف إبقاء الدول العربية ضعيفة وخاضعة للنفوذ الأجنبي.
هل تفشل مؤامرة الإمارات في سوريا؟
رغم الأموال الطائلة التي تضخها أبو ظبي في هذه الحرب القذرة، إلا أن الشعب السوري يثبت مرة أخرى أنه ليس لقمة سائغة لمؤامرات الأنظمة العميلة. فكما أفشل السوريون مشاريع الفوضى من قبل، هم اليوم أكثر وعيًا بخطورة المخطط الإماراتي، وأكثر إصرارًا على استعادة بلادهم من براثن المستبدين والعملاء.
في النهاية، يبقى السؤال: إلى متى سيستمر ابن زايد في لعب دور العميل الخائن؟ ومتى سيحاسبه التاريخ على كل الجرائم التي ارتكبها بحق الأمة؟