تشهد بحيرة كونستانس، الواقعة عند تقاطع ألمانيا وسويسرا والنمسا، أزمة بيئية غير مسبوقة مع انخفاض حاد في منسوب المياه، ما ينذر بعواقب وخيمة على النظام البيئي والأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالبحيرة.
الجفاف يضرب البحيرة.. وميناء يجف تمامًا!
أعلنت هيئة المياه المحلية، يوم الثلاثاء، أن مستوى المياه في الطرف الغربي للبحيرة وصل إلى أدنى مستوياته التاريخية تقريبًا، حيث جف ميناء مانينباخ بالكامل، وهو الميناء الواقع على الضفاف الجنوبية للبحيرة.
وفي الأول من أبريل، كان مستوى المياه في مانينباخ قريبًا جدًا من أدنى مستوى مسجل على الإطلاق في عام 1972، وأقل بكثير من المعدل الطبيعي على المدى الطويل.
ما أسباب هذه الأزمة؟
انخفاض هطول الأمطار بشكل ملحوظ خلال الأشهر الماضية.
ذوبان الثلوج في جبال الألب بمعدلات أقل من المعتاد، ما قلل تدفق المياه نحو البحيرة.
تراجع كميات الثلوج المتراكمة في مستجمعات مياه نهر الراين، الذي يعد المصدر الرئيسي للبحيرة.
توقعات قاتمة للمستقبل القريب
وفقًا لفليمون ديجلمان، رئيس الإدارة الإقليمية لعلم المياه، فإن استمرار الضغط الجوي المرتفع خلال الأيام العشرة المقبلة سيزيد من تفاقم الوضع، حيث لن يكون هناك ارتفاع ملحوظ في معدلات ذوبان الثلوج.
حتى بحيرة كونستانس العليا تشهد انخفاضًا ملحوظًا في منسوب المياه، رغم أن الوضع فيها أفضل قليلاً مقارنة بالبحيرة الجنوبية.
أزمة بيئية.. والطحالب قد تزيد الطين بلة!
لم يتم تحديد الأسباب الدقيقة لهذا الانخفاض غير المعتاد، لكن العلماء يعتقدون أن نمو الطحالب قد يؤدي إلى تباطؤ تدفق المياه في نهر سيرهين، الذي يربط بين أجزاء البحيرة المختلفة.
ما الذي ينتظر البحيرة؟
إذا استمر هذا الجفاف، فقد يؤدي إلى أضرار بيئية جسيمة، تشمل تراجع التنوع البيولوجي، وتدهور جودة المياه، وتعطل الأنشطة السياحية والصيد التي تعتمد على البحيرة.
هل ستتمكن الطبيعة من التعافي، أم أن أوروبا على أعتاب أزمة مياه أعمق؟ الأيام القادمة ستكشف مدى خطورة الوضع!